صليبيّة أخرى في سوريا وفلسطين ، ويكاد يساوي ثلثها أو ربعها. لكنّ هذا لا ينفي أنّ الصليبيّين بنوا حصنا منيعا على الرابية عينها ، وملامح هذا البناء لا تزال ظاهرة على حجارة الطبقة الأولى من البرج الكبير والمداميك الأولى في الجدران القريبة من النّهر ، وهي تحاكي الحجارة في قلعة الحصن ومنحوتة مثلها في شكل منحرف. أمّا الدكتورة راوية مجذوب بركة فتقول إنّ الصليبيّين أعجبوا بالتلّة عند ما أتوا إلى المنطقة ، فبنوا عليها قلعة تمكنّهم من الإستمرار في محاصرة طرابلس. وشكّلت المعالم الفاطميّة ركيزة لهم في عمليّة البناء ، فحوّلوها كنيسة بعد ما ألغوا المحراب داخلها ، وجعلوها صورة عن كنيسة" القبر المقدّس في القدس" ، ثمّ شيّدوا القلعة حولها. ثمّ اتّخذ الصليبيّون من القلعة شعارا لهم ، فصكّوها على عملاتهم التي ضربوها في طرابلس. واعتمدتها في ما بعد الدولة اللبنانيّة رسما تاريخيّا حملته الورقة النّقديّة من فئة الخمسين ليرة. شهدت القلعة أعمال ترميم مع بداية عهد ولاية" مصطفى آغا بربر" الذي يعود إليه الفضل في الحفاظ على مكانة ذلك الموقع العسكري الإستراتيجي تاريخيّا وحضاريّا. وتخضع القلعة اليوم لإعادة تأهيل وترميم من قبل البلديّة ، بعد ما أصابها من أضرار خلال الحرب اللبنانيّة الأخيرة ، وقد شمل التأهيل ثلاث قاعات تستخدم حاليّا للمعارض الفنّيّة والندوات ، إضافة إلى مسرح يتّسع ل ٥٠٠ ، ٦ مشاهد ، استخدمته البلديّة في مهرجاناتها السنويّة وحفلات متفرّقة ، وتمّ تزويد القلعة بوسائل إنارة ، وتم ترميم قاعتها الكبرى ، والبلديّة في صدد إعدادها لتكون متحفا للمدينة.
آثار الميناء : لم يبق في الميناء من آثار إلّا الأبراج وهي أبراج : الفاخورة ؛ عزّ الدين ؛ الشيخ عفّان ؛ السرايا ؛ رأس النهر ؛ السباع.
الحمّامات : إشتهرت طرابلس بالحمّامات التي كانت : حمّام القاضي القرمي ؛ حمّام العطّار ؛ حمّام الحاجب ؛ حمّام الدوادر ويسمّى مقهى" السي خليل" ؛