الإسم والآثار
اعتبر فريحة أنّ اسم العاقورة سريانيّ من جذر***QR الذي يفيد عن الجرد ، على وزن فاعول. بينما اعتبر حبيقة وأرملة أنّ أصل الإسم***AIN QUORA أي : العين الباردة.
من أقدم آثار العاقورة مغارة الرويس التي سكنها إنسان ما قبل التّاريخ المدوّن ، وهي تعدّ من أكبر المغاور اللبنانيّة ، طبيعتها شبيهة بمغارة جعيتا ، لكنّها أعمق منها بكثير ، وفيما ذكر باحثون أنّ عمقها يبلغ ما يزيد على الخمسة عشر كيلومترا ، ذكر أخصائيّون أنّ طول ممرّاتها الجوفيّة يتعدّى الخمسة كيلو مترات ، ومن أبرز معالم العاقورة جسر طبيعيّ فوق النهر الشتويّ المتدفّق من هذه المغارة على ارتفاع ٢٠ مترا بطول ٣٠ ، يربط منطقتي العاقورة والمنيطرة ، ويعتبر الممرّ التاريخيّ الوحيد إلى العاقورة للمشاة. ومن مغاور العاقورة الطبيعيّة أيضا مغارة" عين لبنة" التي يناهز طول ممرّاتها الداخليّة الثلاثة كيلو مترات.
ومن أهمّ آثار العاقورة المنبئة عن قدم تاريخها ، طريق شقّها الفينيقيّون لمرور قوافلهم التجاريّة من الشرق إلى الغرب وبالعكس ، ولانتقال الحجّاج والمحتفلين بطقوس عبادة أدونيس وعشتروت إلى بحيرة اليمّونة كما أفاد علماء الآثار ، وقد ذكر إرنست رنان أنّ طريق العاقورا ـ اليمّونة ـ البقاع هي أقدم طريق صنعتها يد إنسان قبل أن تدوسها رجلاه. ثمّ تعاقبت الشعوب على تلك الطريق التي على جانبيها مدافن متعدّدة الهويّات لشعوب قديمة توالى نشاطها على أرض هذه الصرود العريقة ، وتحفل جدرانها الصخريّة الطبيعيّة بالكتابات الهير وغليفيّة والفينيقيّة والمسماريّة واليونانيّة ومن ثمّ الرومانيّة ، ومع ذلك عرفت بالطريق الرومانيّة ، إذ إنّ الرومان وسّعوها بناء لأمر