٦٤٦ ه) نظم مقدمته «الكافية» شعرا وسماها «الوافية» وشرحها هو وآخرون حتى جاوزت شروحها المئة.
ثم وضع ابن مالك (ت ٦٧٢ ه) منظومة في ثلاثة آلاف بيت سماها «الكافية الشافية» ثم اختصرها في ألف بيت وسماها «الخلاصة» وهي ألفيته المعروفة التي شرحت شروحا كثيرة ووضعت عليها الحواشي والتعليقات. وكان من النحويين في القرن السابع من نظم كتاب غيره شعرا كما فعل فتح بن موسى الخضراوي (ت ٦٦٣ ه) بكتاب المفصل للزمخشري وكذا قام بذلك أيضا الشيخ عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة (ت ٦٦٠ ه) إذ نظم المفصل للزمخشري أيضا.
وفي القرن الثامن نجد حسن المرادي (ت ٧٤٩ ه) يضع أرجوزة في مخارج الحروف وصفاتها وأخرى في معاني الحروف بالإضافة إلى الشرح والتلخيصات لما صنّف قبل ذلك. وكان صاحبنا الآثاري (ت ٨٢٨ ه) في القرن التاسع قد وضع ألفيته التي سمّاها ب «كفاية الغلام في إعراب الكلام» وقد صرح أنه وضعها وكان في ذهنه ألفية ابن معط وألفية ابن مالك :
قايمة بأوضح المسالك |
|
عن ابن معط وعن ابن مالك |
فلمّا جاء العلامة السيوطي (ت ٩١١ ه) وضع ألفية في النحو والصرف وشرحها وسماها «المطالع السعيدة في شرح الفريدة» (١).
واستمر حال النحو والنحويين على ذلك من جمع للقواعد وشرح لمصنف أو منظومة لعالم سابق أو وضع شرح على شرح أو تعليق على شرح ووضع الحواشي حتى نجد كتابا عنوانه مثلا (حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك) لمحمد بن علي الصبان (ت ١٢٠٦ ه).
لم تفد هذه المنظومات وشروحها والحواشي عليها والتعليقات النحو إلّا صعوبة وتعقيدا ، بل زادت عليه العلل وتفريعها وأثقلته بالتقديرات وألوانها بل كان النحويون منذ القرن الرابع قد أولعوا باختراع العلل واعتقدوا أن في ذلك كمالا في
__________________
(١) طبعت بتحقيق الدكتور نبهان ياسين في بغداد سنة ١٩٧٧ في مجلدين. والمهم فيها أن السيوطي اختصر ألفية ابن مالك في نحو ستمائة بيت ، وأضاف إليها أربعمائة أخر فيها من دقائق النحو ومسائله ما فات غيره.