مكان الإبتهال إلى الله ، أي مكان الصلاة. وجدت في كفرنيس وفي جوارها قطع نقود فينيقيّة وتماثيل صغيرة من حديد ونحاس وغيرها ، وغربيّ كفرنيس فوق" عين ترابين" المجرورة مياهها إلى دير مار مارون بير سنين ، بقايا أبنية تسمّى اليوم" الخرايب" ، واللافت في بقايا تلك البيوت أنّ أرضيّتها كانت مرصوفة ببلاط صغير مربّع ، ضلع البلاطة منه نحو ٤ سنتيمترات ، ما يدلّ على سعة حال السكّان الذين كانوا يشغلونها ، وأغلب الظنّ ، بغياب الدراسات العلميّة ، أنّ تلك البقايا تعود إلى العهود الرومانيّة. وقد وجد في محلّة الخرايب تلك بعض الحلي التي يعود زمنها إلى الحقبة الكنعانيّة.
إضافة إلى هذا ، حفظت لنا رابية أخرى من روابي كفرنيس بقايا أبنية قديمة يتوسّطها بقايا بناء كبير يطلق عليه الأهالي اسم" البرج" ، ويطلقون على باقي الآثار اسم" خرايب غانم" ، وقد تعدّدت الاجتهادات حول تاريخ البرج بين قائل بأنّه فينيقيّ أو بأنّه من جملة الحصون والقلاع التي اتّخذها المردة قديما معاقل للحصار. ويذكر المعمّرون أنّه كان يمتدّ من البرج نفق طوله نحو ٧٠٠ متر يصله بعين ماء في خراج البلدة تعرف ب" عين الجوار" ، وذكر مؤرّخون أنّ هذا البرج لا بدّ من أن يكون واحدا من سلسلة أبراج كانت تقع على القمم ، كأبراج الباروك ومطيّر عبيه وضهر البيدر وسواها من تلك التي كانت مبنيّة على قمم في سلسلة تمتدّ حتّى بلاد عكّار ودمشق الشام شمالا ، وبلاد فلسطين جنوبا ، وبعلبك شرقا. ومن البقايا التي وجدت في ذلك البرج ومحيطه ١٢ خابية مملؤة بارودا تحوّل ترابا مع مرور الزمن ، والجدير ذكره أنّ طريقا أثريّة واسعة نسبيّا تمتدّ من البرج إلى الجهة الشماليّة الشرقيّة بطول حوالى كيلومترين اثنين بمحاذاة نهر الصفا ، تنتهي عند بقايا بلدة كانت تقع فوق المريجات وتعرف ب" حرف لوزا".