إسم نهر الكلب
قبل استعراض آثار نهر الكلب لا بدّ من التوقّف عند اسم هذا النهر التاريخيّ الذي كثرت بشأنه الاجتهادات. الأسطورة تقول إنّ كلبا من عالم الغيب كان يحرس مضيق النهر ، وكان ينبح بقوّة عند اقتراب العدوّ ، فيسمع صوت نباحه في كلّ أرجاء المحلّة ، فيتنبّه السكّان للخطر المداهم ، لذلك سمّوه نهر الكلب. وبعيدا عن الأساطير ، فقد سمّى المؤرّخون اليونان والرومان النهر نهر الذئب LACUS ، بينما سمّاه العرب نهر الكلب. أمّا سبب التسميتين فمردّه إلى أنّه قد أقيم على ضفاف مصبّه صنم بشكل حيوان يشبه الذئب والكلب ، وبهذا الشكل وصفه قسّيس إنكليزي مرّ من هناك سنة ١٦٩٦. وقد يكون المصريّون أقاموا زمن سيطرتهم تمثالا لآلهتهم عند مصبّ النهر يشبه الحيوان ، أو إنسانا له رأس حيوان. ويمكن أن يكون هذا النهر قد سمّي بنهر الذئب وبنهر الكلب نسبة الى ما ظنّه الناس تمثال ذئب أو كلب. ويميل المؤرّخون الى الظنّ في أن العرب عند ما افتتحوا البلاد ، حطّموا التمثال ورموه في البحر كرها للتماثيل والأصنام ، وبقي مطمورا في الماء حتى سنة ١٩٤٢ إذ عثرت عليه في ذلك العام فرقة أستراليّة كانت عند مصبّ النهر في مهمّة عسكريّة ، فتبيّن أنّ التمثال لكلب يشبه الذئب ، وقد حافظت عليه الحكومة اللبنانيّة إذ وضعته مع بقيّة مجموعات الآثار اللبنانيّة القيّمة في المتحف اللبنانيّ الوطنيّ في بيروت.
بقايا ما قبل التاريخ المدوّن
لقد كشفت التنقيبات التي جرت في مغاور نهر الكلب في أربعينات القرن العشرين عن وجود أدوات حجريّة تتميّز بها أدوات الحقبة المتأخّرة من العصر الحجريّ القديم ، ويعرف هذا العصر بالعصر الأوريني. وفي مغاور