الحوراني الاسم إلى" نبطيّة" قرينة الإله المصري" شيث" الذي نجد العديد من قرى جبل عامل تحمل اسمه. يبقى أن نشير إلى أنّ جذر" نبط" في اللغات الساميّة القديمة يعني الماء والبئر والنبع. وقد وردت كلمة نبط الفينيقيّة في رسائل تلّ العمارنة بمعنى" ظهر". ونحن نميل إلى اعتبار أنّ اسم النبطيّة قد جاء من هذا المعنى : NAT YA أي" الظهور" ، كما سمّى المتأخرون" ظهور الشوير" ، و" ظهور العباديّة" ، وسواهما.
من آثار النبطيّة ما يعود إلى العصر الحجريّ القديم المعروف بذي الوجهين ، وقد وجد الأثريّون في مغاورها أدوات تعود إلى تلك الحقبة العائدة إلى ٠٠٠ ، ٢٠ سنة في التاريخ ، يوم لم يكن الإنسان قد أصبح إنسانا بكلّ معنى الكلمة ، إذ لم يكن قد توصّل إلى صنع الأداة ، بل كان يختار الرقائق الطبيعيّة المناسبة لاستعمالها في الصيد والكشط والقصّ. ومن أشهر مغاور النبطيّة الأثريّة" مغارة عش الغراب" و" مغر محلا". كما وجدت فيها نواويس محفورة في الصخور حوت فخّاريّات تعود إلى العصر النيوليتيّ. كما وجدت في سواها أدوات زينة نسائيّة تعود إلى العصر الفينيقيّ. وفي محلّة" الخريبة" منها وجدت بقايا رومانيّة وبيزنطيّة. ويبحث العلماء في أرض النبطيّة عن بقايا الطريق الرومانيّة التي سار عليها السيد المسيح لمّا زار صيدا. أمّا قلعة الشقيف التي تحفظ في طيّاتها فصولا من التاريخ المديد فقد أفردنا لها فصلا خاصّا في مجال التعريف بأرنون. ـ راجع : ص ٣٩ ، م ١ من هذه المجموعة. وفي التاريخ الحديث ، كانت النبطيّة مركز مجتمع حيّ مبرّز في جميع مجالات الحياة ، خاصّة العلميّة والوطنيّة منها ، وبالإمكان تكوين صورة واضحة عن هذا النشاط المميّز من خلال مطالعة سير المبرّزين من أبنائها على الصفحات التالية.