أتاني قوم من العصر ، فلم أضيفهم ، ولم يقفوا ، فسألت عنهم ، فقيل لي : قد خرجوا ، فندمت ، وطلعت إلى البيت وأخذت ما قسم الله ، وجعلته في قفة (١) ، ولحقتهم ، وقد وصلوا إلى طاحونة الرياقية ، فسلمت عليهم ، واعتذرت إليهم ، وجئت أدفع إليهم ما كان معي ، فقالوا : يا أبا بكر ، من يكون معه مثل هذا إيش يعمل بشيء ، وأومأ بيده إلى الوادي ، فنظرت ، فإذا جميع ما في الوادي ذهب يتقد ، فعرفت حال القوم ، [وودّعتهم](٢) ، ورجعت.
[١٠٠٤٠] هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد
ابن علي بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن بوري
أبو القاسم الشيرازي الحافظ
[رحال ، جوال ، كتب بخراسان وبالحرمين ، والعراق ، واليمن ، ومصر ، والشام ، والجزيرة ، وفارس ، والجبال.
حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن الليث الشيرازي ، وأحمد بن طوق الموصلي ، وأحمد بن الفضل الباطرقاني ، وأبي جعفر ابن المسلمة ، وأقرانهم.
روى عنه : أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب ، وعمر بن أحمد الصفار ، وأحمد ابن ياسر المقرئ ، ومحمد بن محمد القاساني ، وإسماعيل بن محمد التيمي ، وأبو بكر اللفتواني.
عمل تاريخا لشيراز.
قال السمعاني : كان ثقة خيرا ، كثير العبادة ، انتفع الطلبة بصحبته وبقراءته.
سكن في آخر أمره مرو.
قال ابن عساكر : حدث عنه الفقيه نصر المقدسي ، وهبة الله بن طاوس ، وأبو نصر اليونارتي.
__________________
(١) قفة : بالضم ، كهيئة القرعة تتخذ من الخوص ، تجعل فيه المرأة قطنها. وقال الأزهري : تجعل فيها معاليق تعلق بها من رأس الرحل ، يضع فيها الراكب زاده ، وتكون مقورة ضيقة الرأس (تاج العروس : قفف).
(٢) استدركت عن هاشم الأصل.
[١٠٠٤٠] ترجمته في الكامل لابن الأثير ١٠ / ٢١٨ والعبر ٣ / ٣١٤ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٥ وسير الأعلام ١٩ / ١٧ والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢٤٦ والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٤ والمنتظم ١٦ / ٣١٤ وفيات سنة ٤٨٥.