فدخل غاسل إليه يغسله ، فرأى عرقا يتحرّك من أسفل قدمه ، فأقبل علينا ، فقال : أرى عرقا يتحرّك ، ولا أرى أن أعجل عليه ، فاعتللنا على الناس ، وقلنا : نغدو ، لم يتهيأ أمرنا على ما أردنا. فأصبحنا ، وغدا عليه الغاسل ، وجاء الناس ، فرأى العرق على حاله ، فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه. فمكث ثلاثا على حاله ، ثم إنه نشع (١) بعد ذلك ، فاستوى جالسا ، فقال : ائتوني بسويق ، فأتي به ، فشربه ، فقلنا له : أخبرنا مما رأيت ، قال : نعم ، إنه عرج بروحي ، فصعد بي الملك ، حتى أتى سماء الدنيا ، فاستفتح ، ففتح له ، ثم هكذا في السماوات حتى انتهي به إلى السماء السابعة ، فقيل له : من معك؟ قال : الماجشون ، فقيل له : لم يأن له ، بقي من عمره كذا وكذا سنة ، وكذا وكذا شهرا ، وكذا وكذا يوما ، وكذا وكذا ساعة ، ثم هبط فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، ورأيت أبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره ، ورأيت عمر بن عبد العزيز بين يديه ، فقلت للذي معي : من هذا؟ قال : أوما تعرفه؟ قلت : إني أحببت أن استثبت. قال : هذا عمر بن عبد العزيز ، قلت : إنه لقريب المقعد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنه عمل بالحق في زمن الجور ، وإنهما عملا بالحق في زمن الحق.
وذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس الورّاق :
أن يعقوب مات سنة أربع وستين ومائة (٢).
[١٠١٢٧] يعقوب بن سعيد ، أبو سعيد الطّرميسي
حدّث عن هشام بن عمار.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الملطي.
قال [أحمد بن إبراهيم الملطي حدّثنا يعقوب بن سعيد الطرميسي] ، حدّثنا هشام بن عمار ، حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب الزّبيدي قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول :
__________________
(١) نشع نشوعا : كرب من الموت ثم نجا.
(٢) وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٧ ورواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٢ نقلا عن ابن عساكر ، وعقب بقوله : كذا في عدة نسخ ، ولم ينبه عليه أبو القاسم ، وهو خطأ لا شك فيه ، وصوابه إن شاء الله سنة أربع وعشرين ومائة ، فإن محمد بن سعد ذكر وفاة غير واحد من أهل طبقته بعد سنة عشرين ومائة والله أعلم. وفي سير الأعلام ٥ / ٣٧٠ توفي سنة نيف وعشرين ومائة. وفي تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٥٠٦ توفي في خلافة هشام ، وولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين.
[١٠١٢٧] الطرميسي نسبة إلى طرميس ، من قرى دمشق ، قاله ياقوت في معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر.