قال محمد بن كعب :
هو الذي قتله علي ذو الثّديّة (١).
[١٠٠٨٤] هوذة (٢)
شهد بدرا مع المشركين ، وأسلم بعد ذلك ، ووفد على معاوية ، روى الشعر.
قال : قدم على معاوية رجل يقال له : هوذة ، فقال له معاوية : هل شهدت بدرا؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، علي ، لا لي (٣) ، قال : فكم أتى عليك؟ قال : أنا يومئذ قمد قمدود (٤) ، مثل الصفا والجلمود ، كأني أنظر إليهم ، وقد صفّوا لنا صفا طويلا ، وكأني أنظر إلى بريق سيوفهم كشعاع الشمس من خلال السحاب ، فما أشفقت (٥) حتى غشيتنا عادية القوم ، في أوائلهم علي بن أبي طالب ، ليثا ، عبقريا (٦) ، يفري الفريا (٧) ، وهو يقول : لن يأكلوا التمر ببطن مكة ، لن يأكلوا التمر ببطن مكة ، يتبعه حمزة بن عبد المطلب ، في صدره ريشة بيضاء ، قد أعلم بها ، كأنه جمل يخطم بنساء ، فرغت عنهما ، وأحالا على حنظلة ـ يعني أخا معاوية ـ عمل ولا كفران لله زلت (٨) ، فليت شعري متى أرحت ، يا هوذة؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ، ما أرحت حتى نظرت إلى الهضبات من أرثد (٩) ، فقلت : ليت شعري ، ما فعل حنظلة؟ فقال له معاوية : أنت بذكرك لحنظلة كذكر الغني أخاه الفقير ، فإنه لا يكاد يذكره إلا وسنان أو متواسنا.
__________________
(١) ذو الثدية تصغير ثدي ، وهو لقب لرجل اسمه ثرملة ، من الخوارج ، وقالوا أيضا فيه ذو اليدية ، تصغير يد ، وقد قتله الإمام علي بن أبي طالب (رض) يوم النهروان.
(٢) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٤٦ والإصابة ٣ / ٦١٣.
(٣) الحديث رواه إلى هنا ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٦٤٥ في ترجمة هوذة بن خالد الكناني ، ثم أعاده في ترجمة هوذة غير منسوب ٤ / ٦٤٦ من طريق مجالد عن الشعبي.
(٤) رجل قمد محركة وبالفتح ، وقمدود : قوي صلب وغليظ (اللسان).
(٥) أشفقت الشمس : دخلت في الشفق.
(٦) العبقري الكامل من كل شيء ، والسيد ، والشديد (القاموس).
(٧) يقال يفري الفريّ أي يأتي بالعجب في عمله (القاموس).
(٨) كذا العبارة بالأصل ، والمعنى مضطرب ، وثمة سقط فيها.
(٩) أرثد بالفتح ثم السكون اسم واد بين مكة والمدينة في وادي الأبواء. قال ياقوت : وفي قصة لمعاوية رواها جابر في يوم بدر ، قال : فأين مقيلك؟ قال : بالهضبات من أرثد. (معجم البلدان).