ب ـ اصطلاحا :
جاء في كتاب التعريفات (١) «البيان عبارة عن إظهار المتكلّم المراد للسامع» فالجرجاني اكتفى بجانب الوضوح وأهمل جانب الذكاء والقصد إلى الأعلى من طرائق التعبير عن المعاني. أما المحدثون فقد تنبّهوا إلى هذه الطرائق في التعبير عن المعنى مركّزين على جانب التخييل والتصوير ، فجاء في معجم المصطلحات العربية (٢) : «هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة» وكأنه يريد القول : إيراد المعنى مرّة بطريق التشبيه ، وإيراده ثانية من طريق المجاز ، وثالثة من طريق الكناية ، وهكذا.
إنّه باختصار : علم يعرف به إيراد المعنى الواحد في صور مختلفة ، متفاوتة في وضوح الدلالة. وكان محقا القائل (٣) : «إن البيان العربي هو علم دراسة صورة المعنى الشعري. أما البديع والعروض والقافية فهي علوم تهتمّ أساسا بالصورة الصوتيّة في التعبير الشعري».
ج ـ البيان كما فهمه النّقاد والبلاغيّون :
عقد الجاحظ (ت ٢٥٥ ه) بابا من أبواب كتابه البيان والتبيين بعنوان : باب البيان ، حاول أن يوضّح فيه معنى البيان ودلالته فقال (٤) : «والدلالة الظاهرة على المعنى الخفيّ هو البيان الذي سمعت الله عزوجل يمدحه ، ويدعو إليه ، ويحثّ عليه. بذلك نطق القرآن ، وبذلك تفاخرت العرب ، وتفاضلت أصناف العجم».
__________________
(١). كتاب التعريفات ، الجرجاني ، ص ٤٨.
(٢). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، وهبة ـ المهندس ، ص ٤٦.
(٣). الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنّقدي ، الولي محمّد ، ص ٥١.
(٤). البيان والتبيين ، الجاحظ ١ / ٧٥.