البحث الأوّل
التّشبيه
١ ـ تعريفه :
التشبيه لغة : هو التّمثيل ، شبّهت هذا بذاك ، مثّلته به. والتشبيه اصطلاحا : بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر ، بإحدى أدوات التشبيه المذكورة أو المقدّرة المفهومة من سياق الكلام.
والتعريف الجامع هو : صورة تقوم على تمثيل شيء (حسّي أو مجرّد) بشيء آخر (حسّي أو مجرّد) لاشتراكهما في صفة (حسّية أو مجرّدة) أو أكثر. وقد عرّفه القزويني بقوله (١) : «التشبيه : الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى». وهذا يعني أنّ المتشابهين ليسا متطابقين في كل شيء.
٢ ـ التشبيه في نظر البلاغيين :
ذهب قدامة بن جعفر (ت ٣٣٧ ه) إلى أن التشبيه (٢) «إنّما يقع بين شيئين بينهما اشتراك في معان تعمّهما ، ويوصفان بها ، وافتراق في أشياء ينفرد كل واحد منهما عن صاحبه بصفتها» وهذا التعريف موافق لما جاء به بعد حين من الدّهر الخطيب القزويني الذي تقدّم ذكره ولو كان المتأخّر أقلّ وضوحا من المتقدّم.
ويزيد فهم الرّماني للتشبيه التعريف وضوحا. فالرمّاني (ت ٣٨٦ ه) ، ذهب إلى أنّه (٣) «العقد على أنّ أحد الشيئين يسدّ مسدّ الآخر في حسّ أو عقل».
__________________
(١). الإيضاح في علوم البلاغة ، الخطيب القزويني ، ص ٣٢٨.
(٢). نقد الشعر ، قدامة بن جعفر ، تحق كمال مصطفى ، ص ١٠٩.
(٣). النكت في إعجاز القرآن ، الرمّاني ، ص ٨٠.