البحث الخامس
تشبيه التّمثيل وغير التمثيل
أولا : تشبيه التمثيل :
١ ـ تعريفه :
هو ما كان وجه الشّبه فيه صورة منتزعة من متعدّد ، أو هو الذي يكون وجه الشّبه فيه مركّبا.
٢ ـ شروطه :
اشترط البلاغيّون تركيب الصورة فيه ، سواء أكانت العناصر التي تتألف منها صورته أو تركيبته حسّية أو معنوية.
وكلّما كانت عناصر الصورة أكثر ، كان التشبيه أبعد وأبلغ.
٣ ـ أمثلته :
قال ابن الرومي (المنسرح) :
أوّل بدء المشيب واحدة |
|
تشعل ما جاورت من الشّعر |
مثل الحريق العظيم تبدؤه |
|
أوّل صول صغيرة الشّرر |
في هذين البيتين مشهدان متفقان في وجوه عديدة تلتقي لتكوّن في النهاية وجها واحدا. للأجزاء المكوّنة لكل مشهد قيمة في تجمّعها ولا قيمة لكل جزء منفردا. يتكوّن المشهد الأول من الأجزاء الآتية :
غزا الشيب شعر الشاعر فبدأ بشعرة بيضاء ثم توسّع في هذا الشعر الأسود حتّى قضى عليه قضاء مبرما فاتسعت دائرة البياض وتوارت دائرة السّواد. المشهد الثاني المقابل يتمثّل في حريق عظيم بدأ بشرارة صغيرة ثم أخذت نيرانه تتوسّع ملتهمة كل ما يقع في طريقها.