وفي تعريفات الشريف الجرجاني (١) «هو اسم لما أريد به غير ما وضع له لمناسبة بينهما كتسمية الشجاع أسدا» واضح أن الجرجاني يتحدّث عن انزياح دلالي شرط وجود مناسبة بين الدلالة الأولى والدلالة الثانية.
ج ـ تعريف البلاغيين :
عرّفه الجرجاني بقوله (٢) : «المجاز كلّ كلمة أريد بها غير ما وقعت له في وضع واضعها لملاحظة بين الثاني والأول».
يفهم من هذا التعريف ان المجاز مختصّ بالكلمة المفردة في حين وسّع معجم المصطلحات دائرته ليشمل الصّيغ أيضا.
ثم وسّع عبد القاهر تعريفه بقوله (٣) : «وإن شئت قلت : كل كلمة جزت بها ما وقعت له في وضع الواضع الى ما لم توضع له من غير أن تستأنف منها وضعا للملاحظة بين ما تجوز بها اليه وبين أصلها الذي وضعت له في وضع واضعها».
فالتوسّع في الشرح والتعريف أبقى المجاز محصورا في الكلمة المفردة ولم يتناول الصيغ كما في معجم المصطلحات.
أما الخطيب القزويني فرأى ان المجاز يكون في المفرد وفي المركّب. وهو عنده (٤) «الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب على وجه يصحّ مع قرينة عدم إرادته ، فلا بدّ من العلاقة ليخرج الغلط والكناية» فاذا كان الخطيب القزويني قد تكلم هنا على المجاز المفرد ، فانه تكلم في مكان آخر على المجاز المركب الذي
__________________
(١). كتاب التعريفات ، الشريف الجرجاني ، ص ٢١٤.
(٢). اسرار البلاغة ، عبد القاهر الجرجاني ، ص ٣٠٤.
(٣). م. ن. ص ٣٠٤.
(٤). التلخيص في علوم البلاغة. الخطيب القزويني ، ص ٢٩٤.