البحث الرابع
الاستعارة التمثيليّة
هي استعارة شائعة في الأمثال السائرة نثرا وشعرا ومن خصائصها :
ـ حذف المشبّه عادة.
ـ وحذف أداة التشبيه.
ولذلك عرّفت بأنّها :
تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة معناه الأصلي.
من أمثلتها القول المأثور : يدسّ السّمّ في الدّسّم. وهذا مثل يطلق في وصف من يظهر الخير ويبطن الشرّ. ولقد حذف منه المشبّه لأن تقدير الكلام : من يظهر الخير ويبطن الشرّ كمن يدسّ السّمّ في الدّسم. والمشبه (من يظهر الخير ويبطن الشرّ) محذوف ، وأداة التشبيه محذوفة أيضا ، ولكن بقي المشبه به. ولقد فهمنا المراد من المثل وهو المعنى المجازي لا المعنى الحقيقي بواسطة القرينة أو السّياق.
وأريد بهذا القول التّمثيل ، لهذا سمّيت الاستعارة تمثيلية.
ومن أمثلتها قول الكميت معاتبا مؤيدي بني أمّية في حربهم ضدّ بني هاشم :
فيا موقدا نارا لغيرك ضوؤها |
|
ويا حاطبا في غير حبلك تحطب |