٤ ـ ب. التلويح :
هو كناية تكثر فيها الوسائط بلا تعريض ، فيكون الفضاء الفاصل بين المعنى المكني عنه والمعنى الحرفي كبيرا. وسمّيت بالتلويح لأنها تقوم على الإشارة من بعيد.
ويتميز التلويح بأمرين :
ـ بعد ما بين المعنى الحرفي والمعنى المقصود لكثرة الوسائط.
ـ قرب في الفهم لوضوح العلاقات وسهولة العبور من واسطة الى أخرى ومن النص الحرفي إلى المعنى المكني عنه.
مثاله : قول الشاعر (الوافر)
وما يك فيّ من عيب فإنّي |
|
جبان الكلب ، مهزول الفصيل. |
المراد بقوله : جبان الكلب كناية عن كرم الرجل بأسلوب التلويح ، لأن جبن الكلب ناجم عن دوام منعه عن الهرير في وجه القادمين. ودوام منعه معناه دوام تأديبه وزجره ، ودوام تأديبه ناجم عن كثرة القادمين الى دار صاحبه. وكثرة القادمين ناجمة عن كونه سيدا كريما إذ لا يزدحم الناس إلّا على أبواب الكرام.
وفي قوله : مهزول الفصيل كناية عن كرم الرجل بأسلوب التلويح. وقد توصّلنا إلى صفة الكرم عبر الوسائط الآتية :
ـ الفصيل ولد الناقة ولا يكون هزيلا إلّا اذا لم تتح له فرص الرّضاع من اطباء (أثداء) أمه الناقة.
وأمه لا ترضعه بسبب غيابها عنه غيابا أبديا.
وغيابها الأبدي ناجم عن كون صاحبها قد نحرها لضيوفه لأنّ لحمها طريّ وشهيّ فيه لذّة للآكلين.