الضرب من النظم فيه ... إنه باختصار طريقة التفكير والتصوير والتعبير».
وبما أنه طريقة التفكير والتصوير والتعبير فقد قسمه البلاغيون ثلاثة أقسام هي :
١ ـ الأسلوب العلمي :
عرّفه معجم المصطلحات بقوله (١) : «هو الأسلوب الواضح المنطقي البعيد عن الخيال الشعري ، وذلك كالأساليب التي تكتب بها الكتب العلمية».
وليكون الأسلوب واضحا فإنه محتاج إلى المنطق السليم ، والفكر المستنير البعيد عن التهويم والتخفي وراء الغموض الفكري أو الفني ، فلا يخوض في الصور الشعرية المعقدة لأنه يخاطب العقل ، ولا ينشد خلق حالة شعرية عند المتلقّي ، فهو يتوجّه إلى العقل ليقنعه لا إلى القلب ليثيره. لهذا كان الوضوح من أبرز مقوماته.
هذا الوضوح يقضي باختيار ألفاظ تقنية لا تقصّر عن أداء المعنى ، ولا هي تعطيه أكثر من دلالتها القاموسية أو الاصطلاحية. لهذا وجب تجنب ألفاظ التضادّ والمشترك اللفظي ، لأنها تعطّل عملية التواصل الصحيح. ولتوضيح الفكرة يستعين العلماء بلغة فيها بعض العناصر الشارحة كالنعت ، والمضاف إليه ، والحال ، والتمييز ، لكنّهم يبتعدون حتما عن الغريب والحوشي من الألفاظ ، ويتحاشون الوقوع في التعقيد اللفظي والمعنوي اللذين تحدثنا عنهما سابقا. كما أنهم يبتعدون عن بعض أساليب البلاغة من كنايات ، وتوريات وأساليب المجاز والمحسّنات التي تقود المعتني بها إلى مسالك تبعده عن غايته الأساسية.
__________________
(١). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، وهبة ـ المهندس ، ص ٢٤.