٢ ـ ٢ ـ دلالة المصطلح في الحقبة الثانية :
تبدأ الحقبة في القرن السابع الهجري وفيها اتجاهان : الأول محافظ تابع مفهوم القدامى الذي توسع في أبواب البديع وعلى رأس هذا الاتجاه نذكر ابن أبي الإصبع المصري (ت ٦٥٤ ه) حيث بلغ البديع في كتابه (تحرير التحبير) مئة وثلاثة وعشرين بابا ، جمعها من بديع ابن المعتز ونقد الشعر لقدامة بن جعفر حيث أخذ من الأول سبعة عشر بابا ومن الثاني ثلاثة عشر. وعدّ هذه الأبواب أصولا. ثم جمع ستين بابا عدّها فروعا مضيفا إلى هذه الأبواب الفروع والأصول ثلاثين بابا حتى بلغ مجموع أبوابه مئة وثلاثة وعشرين بابا.
ولكن ابن أبي الإصبع قد جمح إلى الكلام على أبواب لا علاقة لها بالبديع ، بل هي من النقد أقرب وبخاصة ما يتعلق منها بنقد الشعر.
ومن هذا الاتجاه أيضا صفيّ الدين الحلّي (ت ٧٥٠ ه) الذي نظم بديعية تقع في مئة وخمسة وأربعين بيتا. وجاء بعده عز الدين الموصلي (ت ٧٨٩ ه) فنظم بديعية مساوية لبديعية الحلي في عدد أبياتها. وابن حجّة الحموي (ت ٨٣٧ ه) نظم بديعية في مئة واثنين وأربعين بيتا. وفي كل بيت من أبيات هذه البديعيات ذكر لغرض بلاغي أو أكثر لكن النزعة الانفلاشية في توسيع مدى البديع طاغية عليها جميعا.
وثانيهما نحا منحى التحديد والتخصيص وعلى رأسه السكاكي (ت ٦٢٦ ه) الذي عده النقاد رأس مدرسة التّقنين في كتابه مفتاح العلوم حيث قسم فيه أبواب البديع قسمين ، أولهما عنوانه : ما يرجع إلى المعنى ويشمل : المطابقة ، المقابلة ، المشاكلة ، مراعاة النظير ، المزاوجة ، اللفّ والنشر ، الجمع ، التفريق ، التقسيم ، الجمع مع التفريق ، الجمع مع التقسيم ، الجمع مع التفريق والتقسيم ، الإيهام ، تأكيد المدح بما