١ ـ البلاغة في اللغة والاصطلاح :
١ ـ ١ ـ البلاغة لغة :
جاء في اللسان (بلغ) : «بلغ الشيء يبلغ بلوغا وبلاغا : وصل وانتهى ، ... وبلغت المكان بلوغا : وصلت إليه ، وكذلك إذا شارفت عليه ، ومنه قوله تعالى (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) البقرة : ٢٣٤ أي : قاربنه. وبلغ النّبت : انتهى.» وهكذا نرى أن الدلالة اللغوية تتمحور حول الوصول ، أو مقاربة الوصول ، والانتهاء إلى الشيء والإفضاء إليه.
وإذا عدنا إلى اللسان (بلغ) ، وجدناه يقارب المعنى الاصطلاحي عند ما يقول : «والبلاغة : الفصاحة ... ورجل بليغ وبلغ وبلغ : حسن الكلام فصيحه يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه ، والجمع بلغاء ، وقد بلغ بلاغة أي : صار بليغا» وهكذا نرى أن المعنى الإضافي (حسن الكلام) مرتبط بالمعنى الحقيقي (الوصول والانتهاء) لأنّ الكلام الحسن يوصّل ما في قلب المتكلم إلى المتلقّي بعبارة لسانه المشرقة الواضحة.
١ ـ ٢ ـ البلاغة اصطلاحا :
جاء في معجم المصطلحات العربية (١) «هي مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال ، فلا بدّ فيها من التفكير في المعاني الصادقة القيّمة القوية المبتكرة منسّقة حسنة الترتيب ، مع توخّي الدقّة في انتقاء الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه وموضوعاته وحال من يكتب لهم أو يلقى إليهم».
__________________
(١). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، مجدي وهبه ـ كامل المهندس ، مكتبة لبنان ، ص ٤٥.