تجاهل العارف
١ ـ تعريفه :
جاء في كتاب الصناعتين (١) : «هو إخراج ما يعرف صحّته مخرج ما يشكّ فيه ليزيد بذلك تأكيدا».
وفي الإيضاح (٢) «هو ـ كما سمّاه السكّاكي ـ سوق المعلوم مساق غيره لنكتة».
٢ ـ مظاهره :
يتجلّى تجاهل العارف في كثير من مواقف القول ، ويأخذ مظاهر عدّة ، يصطنع فيها القائل موقفا غير الموقف الحقيقي في الظاهر ، ويوهم بأن السؤال للاستفسار والحقيقة أن السؤال تظاهر بالجهل أو بالاستفهام عن حقيقة يجهلها ، وواقع الحال أنه يعرف الحقيقة ويستنكر حينا تجاهلها ويقرّر واقعا ما كان ينبغي له أن يكون قائما.
ففي معرض التوبيخ قالت ليلى بنت طريف :
أيا شجر الخابور مالك مورقا |
|
كأنّك لم تجزغ على ابن طريف؟! |
فالشاعرة تتساءل مضخّمة الحدث وكأنّها تريد أن توقف دورة الزمن بعد وفاة ابن طريف؟ وتستنكر نضرة الشجر واخضراره إذ كان عليه أن يموت ويضرب عن الاخضرار حزنا عليه.
__________________
(١). كتاب الصناعتين ، أبو هلال العسكري ، ص ٤١٢.
(٢). كتاب الإيضاح في علوم البلاغة ، الخطيب القزويني ، ص ٥٣٠.