ولدا عالما فولد له صاحب الترجمة فى ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة ٧٥١ احدى وخمسين وسبعمائة بدمشق ، فنشأ بها فأخذ القراآت عن جماعة ثم رحل الى القاهرة فسمع من جماعة كاصحاب الفخر بن البخارى ، واصحاب الدمياطى ، ورحل الى الاسكندرية فقرأ على اهلها كابن الدمامينى ، وجاد فى طلب الحديث بنفسه ، وكتب الطباق وأخذ الفقه عن الاسنوى ، والبلقينى ، والبهاء السبكى ، وأخذ الاصول والمعانى والبيان عن الضياء القرمى ، والحديث عن العماد بن كثير ، والعراقى ، واشتد شغفه بالقراآت حتى جمع العشر ثم الثلاث عشرة ، وتصدى للاقراء بجامع بنى امية ثم دخل بلاد الروم سنة ٧٩٨ ، واتصل بالسلطان بايزيد خان فأكرمه وعظمه فنشر هنالك علم القراآت والحديث وانتفعوا به فلما دخل تيمور لنگ بلاد الروم أخذه معه الى سمرقند فأقام بها ناشر اللعلوم ، وكان وصوله اليها سنة ٨٠٥ ولما مات تيمور فى شعبان سنة ٨٠٧ خرج من سمرقند الى خراسان ودخل هراة ثم دخل يزد ثم اصبهان ثم شيراز ، وانتفع به الناس فى جميع هذه الجهات لاسيما القراآت وألزمه سلطان شيراز أن يلى قضاءها فأجاب مكرها ثم خرج منها الى البصرة ثم جاور بمكة والمدينة سنة ٨٢٣ ثم قدم دمشق سنة ٨٢٧ ثم القاهرة ، واجتمع بالسلطان الاشرف فعظمه وأكرمه وتصدى للاقراء والتحديث ثم عاد الى مكة ودخل اليمن فعظمه صاحبها وأكرمه وأخذ عنه جماعة من علماء اليمن وعاد الى مكة ثم الى القاهرة ثم الى الشيراز.
وحكى صاحب الشقائق النعمانية فى علماء الدولة العثمانية : ان صاحب الترجمة لما دخل هو وتيمور الى سمرقند ، عمل تيمور هنالك وليمة عظيمة وجعل على يساره أكابر الامراء ، وعلى يمينه العلماء فقدم صاحب الترجمة على السيد الشريف الجرجانى ، فعوتب فى ذلك فقال : كيف لا اقدم رجلا عارفا بالكتاب والسنة.