عن حدود امكانياتهم العلمية ، وعن صعيد البحث والتحقيق والتتبع. وكيف يمكن وقد قال مجاهد بن جبير ، من كبار التابعين وعلماء المفسرين فيه : ان لعلى سبعين منقبة ما كانت لاحد من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مثلها ، وما من شىء من مناقبهم الا وقد شاركهم فيها (١).
وقال سليمان بن طرخان التيمى العابد : كان لعلى بن أبى طالب عشرون ومائة منقبة لم يشترك معه فيها أحد من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد اشترك فى مناقب الناس (٢).
وقال أبو الطفيل نقلا عن بعض اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم : لقد سبق لعلى بن أبى طالب من المناقب ما لو ان واحدة قسمت بين الخلق وسعهم خيرا (٣).
وقال الامام احمد بن حنبل : ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل ، اكثر ما جاء لعلى بن ابى طالب (٤).
الى غير هذا من أقوال الصحابة ، والتابعين ، والسلف فى كثرة خصائص امير المؤمنين عليه السلام ، ولذلك اندفع ابن ابى الحديد فى مقدمة شرحه يقول بصراحة وبملء فمه :
فأما فضائله عليه السلام ، فانها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها ، والتصدى لتفصيلها ، فصارت كما قال ابو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد : رأيتنى فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر ، والقمر الزاهر الذى لا يخفى على الناظر ، فايقنت انى حيث انتهى بى القول منسوب الى العجز ، مقصر عن
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ١٧.
(٢) شواهد التنزيل ١ : ١٧.
(٣) شواهد التنزيل ١ : ١٨. ابن عساكر الحديث ١١٠٧ من مجلدات ـ على بن ابى طالب.
(٤) شواهد التنزيل ١ : ١٨. المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٧. تهذيب التهذيب ٧ : ٣٣٩ وفيه : وكذا قال النسائى وغيره. نظم درر السمطين : ٨٠.