وأما جمع المؤنث السالم فيبنى على الكسر أو الفتح نحو : لا مسلمات ، وعلة بناء اسم لا تضمنه معنى من. وقيل : تركبه معها تركيب خمسة عشر وإنما بني معها على ما ينصب به ليكون البناء على ما استحقه ذلك الاسم النكرة في الأصل قبل البناء ، وإنما لم يبن المضاف ولا الشبيه به لأن الإضافة ترجح جانب الاسمية فيرد الاسم بسببها إلى ما يستحقه في الأصل من الإعراب. وما اقتضاه كلام الناظم من أن اسم لا منصوب بها نصب إن المشددة مفردا كان أو غيره هو مذهب كوفي ، والراجح ما ذكرناه من التفصيل.
(وارفع إذا كررت نفيا وانصب |
|
أو غاير الإعراب فيه تصب |
تقول : لا بيع ولا خلال |
|
فيه ولا بيع ولا خلال) |
إذا تكررت (لا) مع النكرة نحو : لا بيع ولا خلال ، ومثله : لا حول ولا قوة. جاز لك في جملة التركيب خمسة أوجه وذلك لأنه يجوز في النكرة الأولى وجهان : الفتح والرفع ، فإن فتحتها جاز لك في الثانية ثلاثة أوجه : الفتح والرفع والنصب ، وإن رفعتها فلك في الثانية وجهان : الرفع والفتح. ويمتنع النصب فتحصل أنه يجوز رفع الاسمين على إلغاء (لا) وإعمالها عمل ليس ، وفتحهما على إعمالها عمل (إن) وفتح الأول ورفع الثاني وبالعكس ، وفتح الأول ونصب الثاني على جعل (لا) الثانية زائدة ، وعطف الاسم بعدها على محل اسم (لا) قبلها. وهذه الأوجه الخمسة مستفادة من كلامه أما رفعهما وفتحهما فمستفادان من النصف الأول ، وأما البقية فمن الثاني إذ المغايرة تصدق بها غاية ما فيه إطلاق النصب بمعنى الفتح تارة ، وعلى ما يصحبه تنوين تارة أخرى. ويوجد في بعض النسخ :
(وإن تشأ فافتحهما جميعا |
|
ولا تخف ردّا ولا تقريعا) |
وهذا لا يحتاج إليه للاستغناء عنه بما قبله إذ يلزم عليه التكرار أو أن يكون رفع الاسمين مسكوتا عنه ، وأما إذا لم تتكرر (لا) مع النكرة مثل : لا رجل وامرأة ، وجب فتح الأولى ، وجاز في الثانية الرفع والنصب.