(باب الإغراء)
(والنصب في الإغراء غير ملتبس |
|
وهو بفعل مضمر فافهم وقس |
تقول للطالب خلا برا |
|
دونك بشرا وعليك عمرا) |
الإغراء : تنبيه المخاطب على أمر محمود ليلزمه. وحكم الاسم المغري به النصب وهو ظاهر غير خفي لأنه مفعول به. وعامله إما ظاهر نحو : الزم أخاك ، ومنه قوله : دونك عمرا وعليك بكرا ، فدونك اسم فعل منقول من ظرف المكان بمعنى خذه ، وعليك اسم فعل منقول من جار ومجرور بمعنى ألزم وما بعدهما منصوب بهما على المفعول به لا بما نابا عنه كما هو صريح كلامه.
وإما مضمر وإضماره إما جوازا نحو : الصلاة جامعة ، أي احضروا الصلاة ، وجامعة حال ويجوز رفعهما ورفع الأول ونصب الثاني وبالعكس ، (وإما وجوبا) وذلك في العطف نحو : الأهل والولد والمروءة والنجدة. وفي التكرار نحو :
أخاك أخاك إن من لا أخا له |
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح |
وإنما وجب الإضمار فيهما لجعلهما كالبدل من اللفظ بالفعل كما أشار إلى ذلك في التكرار بقوله :
(وتنصب الاسم الذي تكرره |
|
عن عوض الفعل الذي لا تظهره |
مثل مقال الخاطب الأوّاه |
|
الله الله عباد الله) |
______________________________________________________
(قوله : وإما وجوبا) وما أضمر عامله وجوبا في سبعة مواضع ، أحدها : في باب الاشتغال والنداء والإغراء والمنصوب على المدح نحو : أتاني زيد الكريم ، أي أعني الكريم ، أو الذم نحو : أتاني زيد الفاسق ، أي أعني الفاسق. والترحم نحو : مررت بزيد المسكين. والاختصاص نحو : نحن العرب أقرى الناس للضيف ، فنحن مبتدأ وأقرى الناس خبره ، والعرب مفعول بفعل لا يظهر وجوبا ، أي أخص العرب ، والجملة حال. ا ه.