وهي العلامة في رأي كوفي. واصطلاحا : كلمة دلت على معنى في نفسها غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة (وضعا). ولم يذكر الناظم مما يعرف به الاسم ويتميز به إلا حرف الجر وحروفه كثيرة اقتصر منها هنا على أربعة ، فكل كلمة صلحت لأن يدخل عليها حرف من حروف الجر ، أو كانت مجرورة به فهي اسم نحو : أخذت من ذا ، ونظرت إلى تلك ، وركبت على الخيل ، و (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥))(١). فهذه أسماء لدخول حرف الجر عليها إذ لا يدخل إلا على اسم صريح أو ما في تأويله. وأما قولهم : ما هي بنعم الولد وعلى بئس العير ، (فعلى حذف الموصوف وصفته).
وكما يتميز الاسم بدخول حرف الجر يتميز بالجر الذي هو أثره وهو عبارة عن الكسرة التي يحدثها العامل سواء كان العامل حرفا أم مضافا ولا جرّ لغيرهما على الصحيح ، ومما يتميز به الاسم أيضا التنوين وهو نون (ساكنة) تثبت لفظا لا خطا استغناء عنها بتكرار الحركة عند الضبط بالقلم ك : رجل ، وصه ، ومسلمات ، وحينئذ ، وكذا الإسناد إليه وهو أنفع علاماته إذ به تعرف اسمية التاء من : ضربت ، وما في : (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ)(٢) ، و (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ)(٣).
______________________________________________________
(قوله : وضعا) إنما قيد الاقتران بقوله : وضعا ، لإدخال بعض الأسماء المقترنة بالزمان التزاما كاسم الفاعل نحو : زيد ضارب غدا. وإخراج بعض الأفعال غير المقترنة بالزمان نحو : نعم وبئس وليس ، فإنها لما خرجت إلى معنى الإنشاء أو النفي تجردت عنه.
(قوله : فعلى حذف الموصوف وصفته) والتقدير ما هي بولد مقول فيه نعم الولد ، ونعم السير على عير مقول فيه : بئس العير بفتح العين المهملة. ويطلق على الحمار الوحشي والأهلي. والجمع أعيار مثل ثوب وأثواب وعيورة أيضا ، والأنثى عيرة ا ه مصباح.
(قوله : ساكنة) أي أصالة. وقوله : لا خطا خرجت نون رعشن وضيفن ا ه.
__________________
(١) سورة القدر ، الآية ٥.
(٢) سورة الجمعة ، الآية ١١.
(٣) سورة النحل ، الآية ٩٦.