(باب كان وأخواتها)
(وعكس إن يا أخي في العمل |
|
كان وما انفك الفتى ولم يزل |
وهكذا أصبح ثم أمسى |
|
وظل ثم بات ثم أضحى |
وصار ثم ليس ثم ما برح |
|
وما فتىء فافقه بياني المتضح |
وأختها ما دام فاحفظها |
|
واحذر هديت أن تزيغ عنها |
تقول : قد كان الأمير راكبا |
|
ولم يزل أبو عليّ عاتبا |
وأصبح البرد شديدا فاعلم |
|
وبات زيد ساهرا لم ينم) |
من نواسخ الابتداء أيضا هذه الأفعال ، فتدخل على المبتدأ فترفعه تشبيها بالفاعل ويسمى اسمها حقيقة وفاعلا مجازا ، وعلى الخبر فتنصبه تشبيها بالمفعول ويسمى خبرها حقيقة ومفعولا لا مجازا ، وذلك عكس عمل إن وأخواتها. ونسبة الرفع إلى هذه الأفعال هو مذهب البصريين ، وأما الكوفيون فإنهم لا يجعلون لها عملا إلا في الخبر لأن الاسم لم يتغير عما كان عليه والصحيح الأول لاتصاله بها إذا كان ضميرا والضمير بالاستقراء لا يتصل إلا بعامله. وأيضا كل فعل يرفع قد ينصب وقد لا ينصب ، وأما أنه ينصب ولا يرفع فلا ، وهذه الأفعال ثلاثة أقسام : قسم يعمل هذا العمل من غير شرط وهو : كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل وبات وصار وليس. وقسم لا يعمله إلا بشرط تقدم نفي أو نهي أو دعاء وهو : (زال ماضي يزال) وانفك وفتىء وبرح ، وهذه
______________________________________________________
(قوله : زال ماضي يزال) احتراز من زال ماضي يزيل بفتح الياء فإنه فعل تام متعد إلى مفعول واحد ووزنه فعل بفتح العين ، ومعناه : ماز ، بمعنى ميز ، تقول : أزل ضأنك من معزك ، بمعنى ميز بعضها من بعض ، ومصدره الزيل بفتح الزاي لأنه من باب ضرب يضرب ضربا واحترازا من زال ماضي يزول لأنه فعل تام قاصر وزنه فعل بفتح العين أيضا لأنه من باب نصر ينصر ، ومعناه : الانتقال ، تقول : زل عن مكانك أي انتقل عنه بخلاف زال ماضي يزال فإن وزنه فعل بكسر العين لأنه من باب علم