(باب ما النافية)
(وما التي تنفي كليس الناصبة |
|
في قول سكان الحجاز قاطبة |
فقولهم ما عامر موافقا |
|
كقولهم ليس سعيد صادقا) |
قد تقدم أن الأصل في كل حرف لا يختص أن لا يعمل ، وما النافية من قبيل غير المختص ، فكان القياس أن لا تعمل فلذلك أهملها بنو تميم. قال شاعرهم :
ومهفهف الأعطاف قلت له انتسب |
|
فأجاب ما قتل المحب حرام |
وأما الحجازيون فأجروها مجرى ليس لمشابهتها لها في النفي والدخول على المبتدأ والخبر ، وتخليص المحتمل للحال ، فرفعوا بها المبتدأ اسما لها ونصبوا الخبر خبرا لها. وقال تعالى : (ما هذا بَشَراً)(١) ، و (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)(٢).
ولما كان عملها عندهم على خلاف القياس اشترط لها أربعة شروط ، أحدها : النفي ، فإن انتقض بإلا بطل عملها نحو : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(٣) بخلاف ما إذا انتقض النفي بغير إلا نحو : ما زيد غير قائم.
الثاني : أن لا يقترن الاسم بإن الزائدة فإن اقترن بها امتنع عملها كقوله :
(بني غدانة) ما إن أنتم ذهب
لأن مقارنة إن يبعد شبهها بليس لأن ليس لا يليها إن.
______________________________________________________
يعلم ولا يوصف بتعد ولا قصور وليس له مصدر. ا ه تصريح.
(قوله : بني غدانة إلخ) تمامه :
ولا صريف ولكن أنتم الخزف
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية ٣١.
(٢) سورة المجادلة ، الآية ٢.
(٣) سورة آل عمران ، الآية ١٤٤.