(باب الترخيم)
(وإن تشاء الترخيم في حال النداء |
|
فاخصص به المعرفة المنفردا |
واحذف إذا رخمت آخر اسمه |
|
ولا تغير ما بقي عن رسمه |
تقول : يا طلح ويا عام اسمعا |
|
كما تقول في سعاد : يا سعا) |
الترخيم هو حذف بعض الكلمة تخفيفا على وجه مخصوص ، وهو ثلاثة أنواع : ترخيم نداء ، وترخيم ضرورة ، وترخيم تصغير. والمراد هنا الأول.
ثم المنادى إما أن يكون مختوما بتاء التأنيث أو مجردا عنها.
فالأول : يرخم مطلقا أي سواء كان علما أم لا مجاوزا ثلاث أحرف أم لا. فتقول في ثبة وطلحة وفاطمة : يا ثب ، ويا طلح ، ويا فاطم.
والثاني : يرخم بشرط كونه معرفة ، أي علما مفردا مجاوزا ثلاثة أحرف وذلك نحو : حارث وجعفر وعامر وسعاد. فتقول : يا حار ، ويا جعف ، ويا عام ، ويا سعا بحذف آخرها مع بقاء ما قبله في هذه الأمثلة وما قبلها على حاله كأن المحذوف منطوق به كما أشار إليه بقوله : ولا تغير ما بقي من رسمه. ويسمى هذا لغة من ينتظر وهو الأكثر في كلامهم فلا يرخم نحو : إنسان ، مرادا به معين لأنه ليس علما ، ولا نحو عبد الله وشاب ، قرناها لأنهما ليسا مفردين ولا نحو : زيد وعمرو وحكم ، لأنها ثلاثية وأجاز بعضهم ترخيم نحو حسن وحكم مما هو ثلاثي محرك الوسط قياسا على إجرائهم نحو : سقر مجرى زينب في إيجاب منع الصرف. وعلى هذه اللغة تقول في ثمود يا ثمو ، ببقاء الواو على صورتها من غير إبدال لأنها في حشو الكلمة لنية المحذوف في المرخم. وفي لغة أخرى أشار إليها بقوله :
(وقد أجيز الضم في الترخيم |
|
فقيل : يا عام بضم الميم) |
أي يجوز في الترخيم قطع النظر عن المحذوف فيجعل الباقي كأنه اسم تام لم يحذف منه شيء فيبنى على الضم فتقول في طلحة وعامر وجعفر : يا طلح ويا عام ويا جعف ، بضم آخرها. وتقول في ثمود يا ثمي ، بقلب الضمة كسرة