(باب النسب)
(وكل منسوب إلى اسم في العرب |
|
أو بلدة تلحقه ياء النسب |
تشدّ الياء بلا توقف |
|
من كل منسوب إليه فاعرف |
وإن يكن في الأصل هاء فاحذف |
|
كمثل مكيّ وهذا حنفي |
تقول قد جاء الفتى البكري |
|
كما تقول الحسن البصري) |
إذا أريد النسب إلى أب أو قبيلة أو بلدة أو صنعة زيد في آخر المنسوب إليه ياء مشددة مكسور ما قبلها فتصير حرف إعراب فيقال في النسب إلى دمشق دمشقي ، وإلى قريش قرشي. وإنما كانت الياء مشددة لتدل على نسبته إلى المجرد عنها ، وكسر ما قبلها تشبيها بياء الإضافة ، وهذا أحد التغييرات اللاحقة للاسم المنسوب إليه إذا تلحقه ثلاثة تغيرات : لفظي ، وهو كسر ما قبل الياء وانتقال الإعراب إليها. ومعنوي ، وهو صيرورته اسما لما لم يكن له. وحكمي ، وهو رفعه لما بعده على الفاعلية كالصفة المشبهة كمررت برجل قرشي أبوه ، كأنك قلت منسوب إلى قريش أبوه. ويطرد ذلك فيه وإن لم يكن مشتقا وإذا كان آخر المنسوب إليه تاء التأنيث وجب حذفها للنسب فيقال في مكة مكي ، وفي البصرة بصري ، حذرا من اجتماع تائي تأنيث عند نسبة مؤنثة في نحو مكية وبصرية ، إذ لو بقيت لقيل مكتية وبصرتية. قال أبو حيان : وقول الناس درهم خليفتي لحن ، ومثل تاء التأنيث في وجوب الحذف للنسب ألف التأنيث المقصورة إذا كانت خامسة فصاعدا نحو : قرقريّ في قرقرى ، وحثيثيّ في حثيثى ، أو رابعة في اسم متحرك الثاني كجمزي في جمزى ، فإن كان ساكنا كحبلى فحكم ذلك ما أشار إليه مع غيره بقوله :
(وإن يكن مما على وزن فتى |
|
أو وزن دنيا أو على وزن متى |
فأبدل الحرف الأخير واوا |
|
وعاص من ماري ودع من ناوي |
تقول : هذا علوي معرق |
|
وكل لهو دنيويّ موبق) |