وغلبك الناس حتى النساء. وقوله :
قهرناكم حتى الكماة فأنتم |
|
تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا |
ويعطف بأو لأحد الشيئين أو الأشياء مفيدة بعد الطلب إما التخيير بين المتعاطفين نحو : تزوج زينب أو أختها. أو الإباحة نحو : تعلم فقها أو نحوا. والفرق بينهما جواز الجمع بين الأمرين في الإباحة دون التخيير وبعد الخبر إما الشك من المتكلم كجاء زيد أو عمرو ، أو التشكيك للسامع أي إيقاعه في الشك. ويعبر عنه بالإيهام نحو : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤))(١). أو التقسيم نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف. أو الإضراب نحو : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧))(٢). ومثل أو في إفادة ما تقدم سوى الإضراب إما المقرونة بالواو المسبوقة بمثلها.
واقتصر الناظم على التخيير لكونه أشهر معانيها وقيدها بقوله : وإما إن كسر للاحتراز عن أما المفتوحة فإنها غير عاطفة بل حرف متضمن لمعنى الشرط مؤول عند سيبويه بمهما يكن من شيء. ويعطف بأم بعد همزة التسوية نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)(٣) ، وبعد همزة يطلب بها وبأم التعيين نحو : أزيد عندك أم عمرو ، والمعنى : أيهما عندك. ولهذا يجاب بتعيين أحدهما لا بعندي أحدهما لأنه معلوم للسائل ، وتسمى حينئذ متصلة فإن وقعت بعد غير ذلك كانت منقطعة بمعنى بل مختصة بالجمل نحو (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(٤) أي بل هل. ويعطف ببل بعد النفي أو النهي لتقرير حكم متلوها وإثبات نقيضه لتاليها نحو : ما جاءني زيد بل عمرو ، ولا تضرب زيدا بل عمرا. ومثلها في ذلك لكن ، ويشترط في العطف بها إفراد معطوفها ووقوعه بعد نفي أو نهي وعدم اقترانها بالواو فإن تلتها جملة أو تلت واوا ووقعت بعد إثبات فهي حرف ابتداء ، وإن وقعت بل بعد الإيجاب كانت لنقل الحكم من متلوها وصيرورته كالمسكوت عنه وإثباته لتاليها نحو : جاءني زيد بل عمرو ، واضرب زيدا بل بكرا.
__________________
(١) سورة سبأ ، الآية ٢٤.
(٢) سورة الصافات ، الآية ١٤٧.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٦.
(٤) سورة الرعد ، الآية ١٦.