أو للجحود وهي المسبوقة بكون ماض منفي نحو : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ)(١) ، (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)(٢). أو كانت مؤكدة نحو : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٣). فالفعل في هذه الأمثلة منصوب باللام عند الناظم وعند غيره. وهو الراجح بأن مضمرة جوازا لا بعد لام الجحود فوجوبا فإن اقترن الفعل بعد اللام بلا نافية كانت أو مؤكدة وجب إظهار أن كراهة الاجتماع لامين نحو : (لِئَلَّا يَكُونَ)(٤) ، (لِئَلَّا يَعْلَمَ)(٥).
(والفاء إن جاءت جواب النفي |
|
والأمر والعرض معا والنهي |
وفي جواب ليت لي وهل فتى |
|
وأين مغناك وأنى ومتى) |
أي وينصب الفعل المضارع أيضا الفاء السببية الواقعة في جواب نفي محض ، أي خالص من معنى الإثبات نحو : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(٦) ، أو طلب من نهي نحو : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)(٧). أو أمر بالفعل نحو :
يا ناق سيري عنقا فسيحا |
|
إلى سليمان فنستريحا |
أو دعاء كذلك نحو : اللهم تب عليّ فأتوب. أو استفهام بالحرف نحو : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا)(٨) ، أو بالاسم نحو : من يدعوني فأستجيب له ، أين بيتك فأزورك ، وكيف تكون فأصبحك. وشرطه أن لا تكون بأداة يليها جملة اسمية خبرها جامد فلا يجوز : هل أخوك زيد فأكرمه بالنصب بخلاف : هل أخوك قائم فأكرمه ، أو عرض نحو قوله :
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما |
|
قد حدّثوك فما راء كمن سمعا |
أو تخصيص نحو : هلا اتقيت الله فيغفر لك الله ، أو تمنّ نحو : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً)(٩) ، أو ترجّ عند القائل به نحو : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ)(١٠) ، (أَسْبابَ السَّماواتِ)(١١) ، (فَأَطَّلِعَ) بالنصب في قراءة حفص عن
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية ٣٣.
(٢) سورة النساء ، الآية ١٣٧.
(٣) سورة الأنعام ، الآية ٧١.
(٤) سورة البقرة ، الآية ١٥٠.
(٥) سورة الحديد ، الآية ٢٩.
(٦) سورة فاطر ، الآية ٣٦.
(٧) سورة طه ، الآية ٨١.
(٨) سورة الأعراف ، الآية ٥٣.
(٩) سورة النساء ، الآية ٧٣.
(١٠) سورة غافر ، الآية ٣٦.
(١١) سورة غافر ، الآية ٣٧.