(باب المعرفة والنكرة)
الباب : ما يتوصل به إلى الشيء ، وهو حقيقة في الأجسام كباب المسجد مجاز في المعاني كهذا الباب الذي نحن بصدده ، ونشير فيه إلى بيان حقيقة النكرة والمعرفة.
(والاسم ضربان فضرب نكرة |
|
والآخر المعرفة المشتهرة) |
قسّم الاسم بحسب التنكير والتعريف إلى نكرة ومعرفة ، فالنكرة ما شاع في جنس موجود كرجل أو مقدر (كشمس). والمعرفة ما وضع ليستعمل في معين. والنكرة هي الأصل لاندراج كل معرفة تحتها من غير عكس. ولهذا بدأ بها الناظم فقال :
(وكل ما ربّ عليه تدخل |
|
فإنه منكر يا رجل |
نحو غلام وكتاب وطبق |
|
كقولهم : رب غلام لي أبق) |
يعني أن علامة النكرة جواز دخول رب عليها لأن رب لا تدخل إلا على النكرة. فكلما وجدت هذه العلامة وجدت النكرة نحو : رب غلام لي أبق ، ورب طبق أهدي إليّ. وبها استدل على أن من وما قد يقعان نكرتين كقوله :
رب من أنضجت غيظا صدره |
|
قد تمنى لي موتا لم يطع |
وقول الآخر :
(ربما تكره) النفوس من الأمر |
|
له فرجة كحل العقال |
______________________________________________________
(قوله : كشمس) فإنها موضوعة لما كان كوكبا نهاريا ينسخ وجوده ظهور الليل ا ه.
(قوله : ربما تكره) جملة تكره صفة لا صلة ، لأن رب مختصة بالنكرة ومن الأمر بيان لما ، وله فرجة خبرها وأما جعل ما كافة له وفرجة صفة لمحذوف هو مفعول تكره. ومن الأمر بيان له ، أي قد تكره النفوس حالا من الأمر له فرجة إلخ فيرده أن الموصوف بالجملة بحذف إلا إذا كان بعض اسم مجرور بمن أو في نحو : منا ظعن ،