(باب الفعل المضارع)
(وإن وجدت همزة أو تاء |
|
أو نون جمع مخبرا أو ياء |
قد ألحقت أول كل فعل |
|
فإنه المضارع المستعلي) |
ولما فرغ من الماضي والأمر أخذ يتكلم على المضارع فذكر أنه ما ألحق بأوله إحدى الزوائد الأربع المذكورة لكن يشترط أن تكون الهمزة (للمتكلم) وحده والنون له ومن معه ، (أو المعظم نفسه) ، (ولو ادعاء). والياء للغائب المذكر مفردا أو مثنى أو مجموعا ، ولجمع الإناث الغائبات والتاء للمخاطبة مفردا أو مثنى أو مجموعا مذكرا أو مؤنثا ، وللغائبة المفردة ولمثناها. قال بعضهم : وتمييز المضارع بهذه الأحرف أولى من التمييز بلم (لعدم انفكاكها) عنه ولاتصالها به وللتنصيص على جميع أمثلته بخلاف لم ، وعليها اقتصر ابن مالك في «التسهيل».
______________________________________________________
(قوله : للمتكلم) أي لتكلم المتكلم لأن هذه الحروف موضوعة للتكلم والخطاب والغيبة بخلاف الضمائر ا ه.
(قوله : أو المعظم نفسه) أي الذي يأتي بها على وجه التعظيم بإقامة نفسه مقام جماعة وإن لم يكن في الواقع كذلك. واستعمالها في هذه الحالة مجاز حيث أطلق ما للجمع على الواحد ا ه.
(قوله : ولو ادعاء) كقول فرعون : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً)(١) ا ه.
(قوله : لعدم انفكاكها) أي لفظا. وأما نحو : (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦))(٢) ، و (ناراً تَلَظَّى (١٤))(٣) ، وتنزل الملائكة ، فالصحيح أن المحذوف هو التاء الثانية لا تاء المضارعة.
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآية ١٨.
(٢) سورة عبس ، الآية ٦.
(٣) سورة الليل ، الآية ١٤.