(باب الإعراب)
(الإعراب) مصدر أعرب ، يجيء لغة لمعان منها : الإبانة والتحسين والتغيير المناسب للمعنى الاصطلاحي من معانيه الإبانة إذ القصد به إبانة المعاني المختلفة. وأما اصطلاحا : فهو عند البصريين أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الكلمة حقيقة كزيد أو حكما (كيد) ، فهو عندهم لفظي وهو ظاهر قوله : فإنه بالرفع ثم الجر إلخ ، إذ يكون الرفع وما عطف عليه أنواعا للإعراب حقيقة إنما يتمشى عليه. وعند الكوفيين تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا (أو تقديرا) فهو عندهم معنوي وعليه يتضح أن يقال للرفع مثلا علامات وللنصب كذلك بخلاف الأول إذ هي هو. وثم في كلامه بمعنى الواو وهذه الأنواع السابقة ، أعني الرفع والنصب والجر والجزم ، تنقسم باعتبار محالها إلى ثلاثة أقسام : قسم منها يدخل على الاسم والفعل وهو المشار إليه
______________________________________________________
(قوله : الإعراب) هو في اللغة له معان المناسب منها هنا الإبانة والتغيير لظهور ثقله في الاصطلاح عنهما لأن الكلمة إذا أعربت ظهر معناها وبان وتغيرت عن حالة الوقف.
وأما في الاصطلاح ففيه مذهبان أحدهما : أنه لفظي ، أي نفس الحركات والسكون وما ينوب عنهما وعليه فحده ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون أو حذف أي شيء جيء به لبيان الأمر الذي يطلبه العامل كالفاعلية والمفعولية والإضافة ويقابله البناء فحده ما جيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه الإعراب وليس حكاية ولا نقلا ولا اتباعا ولا تخلصا من سكونين.
والثاني : أنه معنوي والحركات دلائل عليه ، وعليه فحده تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا ، ويقابله البناء فحدّه لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لغير عامل ولا اعتلال ا ه.
(قوله : كيد) أصله يدي بسكون الدال فحذفت الياء اعتباطا أي لا لعلة وجعل الإعراب على الدال فالمحذوف منه لام الكلمة ا ه.
(قوله : أو تقديرا) نحو : بكم درهم اشتريت ، إذ التقدير بكم من درهم ا ه.