(باب في الاسم المنصرف)
الاسم ينقسم بعد التركيب إلى معرب ومبني.
فالمعرب هو الاسم المتمكن (كما تقدم).
والمبني : ما أشبه الحرف (في الوضع) ، (أو في المعنى) ، (أو في الاستعمال). وقيل : ما أشبه مبني الأصل.
ثم المعرب منصرف وغير منصرف ، فغير المنصرف ما أشبه الفعل بوجود علتين فيه من علل تسع أو واحدة منها تقوم مقامهما ، وسيأتي الكلام على ذلك.
وأما المنصرف فهو بخلافه وإليه أشار بقوله :
(ونون الاسم الفريد المنصرف |
|
إذا اندرجت قائلا ولم تقف) |
قد تقدم أن التنوين من خواص الاسم ، وهو مصدر نوّنته ، أي أدخلته نونا فسمي ما به ينوّن الشيء ، أعني النون تنوينا إشعارا بحدوثه وعروضه لما في
______________________________________________________
(قوله : كما تقدم) أي بقوله وهو الذي لا يشبه الحرف.
(قوله : في الوضع) وضابطه أن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد أو على حرفين ثانيهما لين كالتاء ونا في : جئتنا. فالأول أشبه باء الجر والثاني أشبه ما النافية.
(قوله : أو في المعنى) وضابطه أن يتضمن الاسم معنى من معاني الحروف كمتى ، فإنها تستعمل شرطا نحو : متى تقم أنت. ا ه.
(قوله : أو في الاستعمال) وهو أن يستعمل الاسم استعمال الحروف وضابطه أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف الدالة على المعاني في معناه وعمله ولا يدخل عليه عامل من العوامل فيؤثر فيه لفظا أو متأصلا. فالأول كهيهات وصه وأوّه ، فإنها نائبة عن بعد بضم العين ، واسكت وأتوجع. ولا يصح أن يدخل عليها شيء من العوامل فتتأثر به فأشبهت من الحروف ليت ولعل مثلا ، ألا ترى أنهما نائبتان عن أتمنى وأترجى. والثاني : وهو الذي يفتقر افتقارا متأصلا إلى جملة كإذا وإذ ، ألا ترى أنك تقول : جئتك إذ ، فلا يتم معنى إذ حتى تقول : جاء زيد ، ونحوه من الجمل.
وكذلك الباقي من الظروف والموصول. ا ه تصريح.