(باب في الإضافة)
(وقد يجر الاسم بالإضافة |
|
كقولهم دار أبي قحافة) |
الاسم كما يجر بالحروف يجر بإضافة اسم إلى اسم ، إما لقصد التعريف أو للتخصيص كما في (الإضافة) المحضة أو لمجرد التخفيف في اللفظ أو رفع القبح. ويسمى الأول من المتضايفين مضافا ، والثاني مضافا إليه. ويصيران بالإضافة كاسم واحد ، ومن ثم لم ينوّن الأول منهما فإذا أضفت اسما إلى اسم حذفت ما في الأول من تنوين أو نون تالية للإعراب وأعربته بحسب العوامل وجررت الثاني بالإضافة أو بالحرف المقدر أو بالمضاف ، وهو الراجح.
وكلام الناظم فيما يأتي كالصريح فيه كقولك في نحو : غلام لزيد ، وثوبين لبكر : غلام زيد ، وثوبا بكر. ثم الإضافة قسمان : لفظية وتسمى غير محضة. ومعنوية ، وتسمى محضة. فاللفظية لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا بل مجرد تخفيف كإضافة الوصف إلى معموله نحو : ضارب زيد الآن أو غدا. ألا ترى أنه أخف من ضارب زيدا. والمعنوية على قسمين أشار إليها بقوله :
(فتارة تأتي بمعنى اللام |
|
نحو أتى عبد أبي تمام |
وتارة تأتي بمعنى من إذا |
|
قلت منا زيت فقس ذاك وذا) |
الإضافة المعنوية ما أفادت تعريفا إن كان المضاف إليه معرفة كغلام زيد ، أو تخصيصا إن كان نكرة كغلام امرأة. وهي على قسمين لأن المضاف إن كان بعض المضاف إليه وصح الإخبار بالمضاف إليه عنه كخاتم حديد ، ومثله منا
______________________________________________________
(قوله : الإضافة) هي لغة الإمالة والإسناد ، يقال : أضفت ظهري إلى الحائط أي أملته وأسندته إليه. واصطلاحا : نسبة تقييدية بين شيئين الأول منهما جار للثاني لفظا أو محلا. وسمي الأول مضافا والثاني مضافا إليه ، وقيل بالعكس. ويطلق كل منهما على الآخر ، وعمل الأول في الثاني لاقتضائه إياه كاقتضاء كل عامل معموله أي مع تضمنه معنى من أو في أو اللام ، وقيل لنيابته عن حرف جر ا ه.