(باب المفعول به)
(والنصب للمفعول حكم أوجبا |
|
كقولهم صاد الأمير أرنبا) |
المفعول به ما وقع عليه فعل الفاعل كما مثل به ، فأرنب مفعول به لوقوع فعل الفاعل عليه وهو الصيد. والمراد بوقوع الفعل تعلقه بشيء من غير واسطة بحيث لا يعقل إلا بعد تعقل ذلك الشيء فدخل نحو : ما ضربت زيدا ولا تضرب عمرا. وعلامة المفعول به أن يخبر عنه باسم مفعول تام من لفظ مصدر ما عمل فيه كضربت زيدا ، وركبت الفرس ، إذ يصح أن يقال : زيد مضروب ، والفرس مركوب. وحكمه النصب كما أن حكم الفاعل الرفع. وسبب ذلك أن الفاعل لا يكون إلا واحدا بخلاف المفعول والرفع أثقل والفتح أخف ، فأعطوا الأقل الأثقل والأخف الأكثر ليكون ثقل الرفع موازنا لقلة الفاعل وخفة الفتحة موازنة لكثرة المفعول.
(وربما أخر عنه الفاعل |
|
نحو قد استوفى الخراج العامل) |
الأصل تأخير المفعول عن الفعل والفاعل ، وقد يتوسط بينهما إما جوازا كما مثل به ، ومنه : (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١))(١). وإما وجوبا كما إذا اتصل بالفاعل ضمير المفعول نحو : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ)(٢) أو كان المفعول ضميرا متصلا بالعامل نحو : ضربني زيد. وقد يتقدم عليهما إما جوازا نحو : (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ)(٣) ، وإما وجوبا كما إذا كان له صدر الكلام نحو : (أَيًّا ما تَدْعُوا)(٤). وقد يجب ذلك الأصل وهو تأخيره عنهما كما أشار إليه بقوله :
(وإن تقل كلم موسى يعلى |
|
فقدم الفاعل فهو الأولى) |
إذا خيف التباس الفاعل بالمفعول لعدم ظهور الإعراب فيهما ، ولا قرينة تميز أحدهما عن الآخر وجب كون الأول فاعلا والثاني مفعولا وإن أوهم كلام
__________________
(١) سورة القمر ، الآية ٤١.
(٢) سورة البقرة ، الآية ١٢٤.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٧٨.
(٤) سورة الإسراء ، الآية ١١٠.