(باب المصدر)
(والمصدر الأصل وأيّ أصل |
|
منه يا صاح اشتقاق الفعل) |
المصدر : اسم الحدث الجاري على الفعل وليس علما ، وهو أصل للفعل والوصف في الاشتقاق عند البصريين لوجوه مذكورة في كتبهم ، ولهذا سمي مصدرا لأن فعله صدر عنه أي أخذ منه. وقيل بعكس ذلك وهو مذهب الكوفيين وهو ضعيف لأن الفرع لا بد له من الأصل وزيادة ، ولا شك أن الفعل يدل على الحدث والزمان بل والذات التي قام بها الفعل ، ففيه زيادة على المصدر وهي فائدة الاشتقاق فيكون فرعا للمصدر.
(وأوجبت له النحاة النصبا |
|
كقولهم ضربت زيدا ضربا) |
المصدر إذا كان فضلة وسلط عليه عامل من لفظه وجب نصبه كما أشار إلى ذلك بالمثال وإلا فما كل مصدر يجب نصبه ومثله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(١) ، (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١))(٢) ، (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً)(٣) ، ويسمى حينئذ مفعولا مطلقا. ومنه عند بعضهم نحو : قعدت جلوسا ، ويعجبني قيامك وقوفا. وجزم به ابن هشام.
فإن سلط عليه عامل من غير لفظه لم يجز نصبه على أنه مفعول مطلق ، ثم إن المصدر المنصوب على المفعولية المطلقة يؤتى به في الكلام إما لقصد التوكيد كما مثلنا أو لبيان نوع عامله بأن دل على هيئة صدور الفعل ، إما باسم خاص نحو : رجع القهقرى ، أو بإضافة كضربت ضرب الأمير ، أو بوصف كضربت ضربا شديدا ، أو بلام العهد كضربت الضرب ، أو لبيان عدد عامله بأن دل على مرات صدور الفعل كضربت ضربتين أو ضربات. والأول لا يثنى ولا يجمع اتفاقا لكونه يشبه فعله من حيث إنه لم يزد عليه من حيث المعنى. والثالث
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ١٦٤.
(٢) سورة الصافات ، الآية ١.
(٣) سورة الإسراء ، الآية ٦٣.