(باب المفعول له)
ويسمى المفعول لأجله ومن أجله.
(وإن جرى نطقك بالمفعول له |
|
فانصبه بالفعل الذي قد فعله |
وهو لعمري مصدر في نفسه |
|
لكنّ جنس الفعل غير جنسه |
وغالب الأحوال أن تراه |
|
جواب لم فعلت ما تهواه |
تقول : قد زرتك خوف الشر |
|
وغصت في البحر ابتغاء الدرّ) |
المفعول له هو ما اجتمع فيه أربعة شروط ، ومنها يستفاد.
تعريفه : أن يكون مصدرا ، وأن يكون فضالة ، وأن يكون مذكورا للتعليل ، وأن يكون المعلل به حدثا مشاركا له في الزمان والفاعل.
وعلامته : أن يقع جواب لم ، فإذا اشتمل كلامك على اسم مستجمع لهذه الأمور فانصبه على أنه مفعول له بالفعل الذي قد فعله الفاعل لأجله كقمت إجلالا لك ، فإجلالا مصدر فضلة ذكر علة للقيام وزمنه وزمن القيام واحد ، وفاعلهما واحد أيضا وهو المتكلم. ولو سئلت : لم قمت ، لقال : إجلالا لك. وهذه الأمور الأربعة مستفادة من تمثيله مع أنه قد صرح بالأول وأومأ إلى الثالث بقوله : أن تراه ، جواب لم فعلت ، لكن التقييد بقوله : وغالب الأحوال ، لا معنى له.
وأفاد بقوله : لكن جنس الفعل غير جنسه ، أنه لا بد أن يكون لفظه مغايرا للفظ فعله وهو كذلك وإلا لكان مفعولا مطلقا ولا يلزم من استجماع هذه الأمور الأربعة وجوب نصبه لأنها معتبرة متعينة لجواز نصبه لا لوجوبه ، فأنت بالخيار إن شئت نصبت وإن شئت جررت بحرف التعليل سواء كان مجردا من أل ، والإضافة كما مثلنا ، أو مقرونا بأل كضربته للتأديب ، أم مضافا كما في النظم. لكن النصب أرجح من الجر فيما إذا تجرد ، والجر أرجح فيما إذا كان بأل ، ومستويان فيما إذا كان مضافا كما مثل به الناظم. ومتى دلت كلمة على التعليل وفقد منها شرط من الشروط الباقية فليست مفعولا له ، ووجب أن يجر بحرف