لقيت عبد الله راكبا. وقد يكون رافعا لهيئتهما معا نحو : لقيت عبد الله راكبين.
وسيأتي أن التمييز يكون رافعا لإبهام ذات أو نسبة وهذا هو معنى قوله :
على اختلاف الوضع والمباني
أي وضع الكلمات المفردة وتركيبها
وقوله : جاء بالإفراد ، مراعاة للفظ كلا ، فإنه مفرد اللفظ مثنى المعنى. ثم أشار إلى ما افترقا فيه بقوله :
(لكن إذا فكرت في اسم الحال |
|
وجدته اشتق من الأفعال |
ثم يرى عند اعتبار من عقل |
|
جواب كيف في السؤال من سأل |
مثاله جاء الأمير راكبا |
|
وقام قسّ في عكاظ خاطبا) |
لما قدم أنهما يشتركان في النصب والفضلة والتنكير دعت الحاجة إلى الفرق بينهما وهو من أربع أوجه اقتصر منها على وجهين ، أحدهما : أن الغالب على الحال أن يكون وصفا مشتقا من الفعل أي من مصدره للدلالة على متصف به بخلاف التمييز لا يكون غالبا إلا جامدا كما سيأتي.
والثاني : أن الحال يصح أن يقع جوابا لسؤال مقدر بكيف لأنها يسأل بها عن الأحوال بخلاف التمييز ألا ترى أن راكبا في جاء الأمير وصف مشتق من الركوب ويصلح للوقوع في جواب كيف ومثله خاطبا في قام قس في عكاظ خاطبا. وقس بن ساعدة من فصحاء العرب ، كان خطيبا من خطباء الجاهلية ، مات قبل بعثة النبي صلىاللهعليهوسلم وكان مؤمنا بظهوره صلىاللهعليهوسلم. وعكاظ سوق بوادي نخلة كانت لهم مشهورة ، وهو غير منصرف للعلمية والتأنيث.
ومما افترقا فيه أن الحال لبيان الهيئة وهو تارة لبيان الذات ، وأرى لبيان جهة النسبة. وأيضا النصب في الحال على معنى في ، وفي التمييز على معنى من البيانية. والحال يقع مفردا وجملة وشبهها والتمييز لا يكون إلا مفردا والغالب على الحال أن تكون منتقلة كما أن الغالب عليها أن تكون مشتقة. ومعنى انتقالها أن لا تكون لازمة لصاحب الحال كما مثلنا وربما كانت لازمة نحو : خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها.
ولم يتعرض الناظم لصاحب الحال وهو من يكون الحال وصفا له في