الإبدال على النصب في الكلام التام الغير الموجب إذا كان الاستثناء متصلا ولم يتقدم المستثنى نحو ما قام القوم غير زيد ، وما رأيت القوم غير زيد ، وما مررت بالقوم غير زيد. فإن تقدم وجب النصب نحو : ما قام غير زيد أحد ، ولم يتعرض الناظم لسوى لأنها عند سيبويه والجمهور لا تكون إلا ظرفا ولا تخرج عنه إلا في الضرورة ومذهب الزجاج واختاره ابن مالك أنها كغير معنى وإعرابا وجزم به ابن هشام في القطر ، وصححه في الشذوذ.
قال ابن مالك : وإنما اخترت غير ما ذهبوا إليه لأمرين ، أحدهما : إجماع أهل اللغة على أن معنى قولك : قاموا سواك وقاموا غيرك واحد فإن أحدا لا يقول : إن سوى هنا عبارة عن مكان أو زمان وما لا يدل على ذلك فهو بمعزل عن الظرفية. ثانيهما : أن من يحكم بظرفيتها يحكم بلزومها إياها وأنها لا تنصرف. والواقع في كلام العرب نظما ونثرا (خلاف ذلك) فإنها (قد أضيف إليها) وابتدىء بها وعملت فيها (نواسخ الابتداء) ونحوها من (العوامل اللفظية) انتهى. وقد نظر فيه من أوجه ليس هذا موضع ذكرها.
______________________________________________________
(قوله : خلاف ذلك) فوقعت فاعلا في قوله :
ولم يبق سوى العدوا |
|
ن دناهم كما دانوا |
(قوله : قد أضيف إليها) كقوله :
فإنني والذي يحج له الن |
|
اس بجدوى سواك لم أثق |
(قوله : نواسخ الابتداء) كقوله :
أأترك ليلى ليس بيني وبينها |
|
سوى ليلة إني إذا لصبور ا ه |
(قوله : العوامل اللفظية) كما في قوله صلىاللهعليهوسلم : «دعوت ربي أن لا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسهم» ا ه.