(باب لا النافية للجنس)
(وانصب بلا في النفي كل نكرة |
|
كقولهم لا شك فيما ذكره |
وإن بدا بينهما معترض |
|
فارفع وقل لا لأبيك مبغض) |
تعمل لا عمل إن من نصب الاسم ورفع الخبر إذا قصد بها نفي الجنس على سبيل الاستغراق ولم يدخل عليها جار وكان اسمها نكرة متصلة بها وخبرها أيضا نكرة ، فلو قصد بها نفي الوحدة أو كان نفيها إياه على سبيل الاحتمال لم تعمل هذا العمل وكذا لا عمل لها إن دخل عليها جارّ نحو : جئت بلا زاد.
ولو كان مدخولها معرفة أو نكرة منفصلة عنها (وجب إهمالها) وتكرارها فيرتفع ما بعدها على الابتداء نحو : لا زيد في الدار ولا بكر ولا فيها غول ولا هم عنها ينزفون. وأما نحو قضية ولا أبا حسن لها ، فمؤول وعملها على خلاف القياس لكن ورد السماع به فإن أفردت عملت وجوبا وإلا جوازا ، لكن إنما يظهر نصب الاسم إذا كان مضافا نحو : لا صاحب علم ممقوت أو شبيها به بأن يكون عاملا فيما بعده عمل الفعل نحو : لا حسنا وجهه مذموم ، ولا طالعا جبلا حاضر ، ولا راغبا في الشر محمود. فإن كان اسمها مفردا بني معها على ما ينصب به لو كان معربا. ونعني بالمفرد هنا ما ليس مضافا ولا شبيها به فدخل المفرد وجمعالتكسير والمثنى والمجموع على حدة وجمع المؤنث السالم.
فالمفرد وجمع التكسير يبنيان على الفتح نحو : لا رجل ولا رجال ، لأن نصبهما به.
والمثنى والمجموع على حده يبنيان على الياء نحو : لا رجلين ولا قائمين ، لأن نصبهما بها.
______________________________________________________
(قوله : وجب إهمالها) أي لضعفها بالفصل ووجب حينئذ تكرارها تنبيها على نفي الجنس الذي هو تكرار للنفي كما يجب مع المعرفة جبرا لما فاتها من نفي الجنس ، وأجاز المبرد وابن كيسان عدم تكرار لا فيهما. ا ه.