(٦) الرحلة إلى الولايات المتحدة
كانت الدعوة موجهة إلي من أصدقاء الشرق الأوسط لزيارة بلادهم ، ولتقريب وجهات النظر بين الأمتين الإسلامية والمسيحية. «وكان ذلك في شباط ١٩٥٦ م ورجب سنة ١٣٧٥ م». والذي كلمني في ذلك ودعاني هو الدكتور هو بكنز نائب رئيس الجمعية المنفذ ، ذاكرا ما يتوقع من فوائد للبلدين ، فلبيت الدعوة ، وكان في صحبتي الأخ الكريم الأستاذ فوزي القبلاوي من شبان فلسطين. وقد زرنا في رحلتنا هذه عشر مدن في شمالي الولايات المتحدة ، وهي : نيويورك. تورنتو من كندا. دوتريت. شيكاغو. سان لويس. هدستون. ناشفيل. اتلانتا. اتنس «من ولاية جورجيا» ريشموند. وكانت خاتمة المطاف واشنطون. قصدناها راكبين من نيويورك بالسيارة ، وكنت خطيب الجمعة في جامع واشنطون ، بتكليف من الأستاذ بيصار الأزهري ، وهو رئيس المركز الإسلامي وخطيب المسجد ، وقد سمع خطابي بدمشق بواسطة المكبر ، وذكر لي بعض الإخوان في حينا الميدان خلاصته ، وكان موضوعه دعوة المسلمين في أميركا أن يمثّلوا الإسلام وأهله أفضل تمثيل بأخلاقهم الفاصلة ، ومعاملاتهم العادلة ، وكنت في هذه المدن ألقي عدة محاضرات مرتجلة ، في كل يوم وليلة ، وقد نشرت جريدة النصر «في ١٣ / ٢ / ١٩٥٦ م و ٢١ / ٨ / ١٣٧٥ ه» نص الخطاب الرئيسي الذي ألقيته في هدستون في ٧ نيسان ١٩٥٦ تحت عنوان : مصدر الكتب السماوية هو الله تعالى ، والرسل لا تختلف في أسس دعوتها.