٢ ـ أن يقصر عليه على سبيل المبالغة وعدم الاعتداد بما سواه ، كما تقول : علي الشجاع ، أي الكامل في الشجاعة ، فقد أخرجت الكلام في صورة توهم أن الشجاعة لا توجد إلا فيه ، لأنك لا تعتد بشجاعة غيره لقصورها عن رتبة الكمال.
٣ ـ أن يقصر عليه على سبيل الحقيقة ، لكن لا باعتبار ذاته ، بل باعتبار القيد بظرف أو حال ، كما تقول : هو الوفي حين لا تظن نفس بنفس خيرا ، فالمقصود هو الوفاء في هذا الوقت لا مطلقا ، ونحوه : هو الشجاع حين يحجم الأبطال ، قال الأعشى :
هو الواهب المائة المصطفا |
|
ة إما مخاضا وإما عشارا (١) |
فقد قصر هبة المائة من الإبل في إحدى الحالين لا هبتها مطلقا ، ولا الهبة مطلقا ، وفي كل هذه الأحوال يمتنع العطف بالواو ونحوها على ما حكم عليه بالمعرف فلا يقال : محمد الأمير ، وعمرو ، ولا إبراهيم الشجاع فخالد.
وربما لا يفيد قصر المعرف على ما حكم عليه به ، كقول الخنساء ترثي أخاها صخرا :
إذا قبح البكاء على قتيل |
|
رأيت بكاءك الحسن الجميلا |
فهي لم ترد أن ما عدا البكاء عليه ليس بحسن ولا جميل ، لكنها أرادت أن تقره في جنس ما جنسه الحسن الظاهر الذي لا ينكره أحد ، ونحوه قول الآخر :
أسود إذا ما أبدت الحرب نابها |
|
وفي سائر الدهر الغيوث المواطر |
تدريب
بيّن الأغراض التي اقتضت تعريف المسند اليه ، أو المسند بإحدى طرق التعريف :
١ ـ أبو مالك قاصر فقره |
|
على نفسه ومشيع غناء |
__________________
(١) المخاض الحوامل من النوق أجمع ، والعشار جمع عشراء وهي من النوق كالنفساء.