الباب الثامن في التقييد
وفيه خمسة مباحث
المبحث الأول في فوائد التقييد
اعلم أن التقييد بأحد الأنواع الآتية يكون لزيادة الفائدة وتقويتها لدى السامع لما هو معروف من أن الحكم كلما ازدادت قيوده ، ازداد إيضاحا وتخصيصا ، فتكون فائدته أتم وأكمل ، لا فرق في ذلك بين تقييد المسند اليه والمسند ، ولا بين التقييد بتابع ومفعول ، ونحو ذلك.
وكثير من مسائل هذا الباب ذكر في كتب النحاة على النحو الذي يشاكل بحثهم دون نظر الى غامض الفروق ولطيف المزايا ، فإن تينك الفائدتين من مقاصد علماء البيان الذين قصروا مباحثهم على تعرّف خواص التراكيب وأسرار الأساليب وما فيها من دقيق الوضع وباهر الصنع.
المبحث الثاني في التقييد بالمفاعيل ونحوها
التقييد بالمفاعيل ونحوها من الحال والتمييز لزيادة التخصيص المستلزم كثرة الفائدة ، وبالنواسخ للأغراض التي تؤديها معاني ألفاظها كالاستمرار وحكاية الحال الماضية في كان (١) ، والتوقيت بزمن معين في ظل وأخواتها ، والمقاربة في كاد وكرب ، والتأكيد في أن ، والتشبيه في كأن ، إلى نحو ذلك.
المبحث الثالث في التقييد بالتوابع
سنجمل الكلام في هذا المبحث ، لأنه قد بيّن في علم النحو يبسط واطناب فينعت المسند اليه لنكات ، منها :
__________________
(١) فالمقيد في كان محمد منطلقا هو منطلقا لا كان إذ هو المسند ، وكان قيد له.