وذلك المقدر عام مناسب للمستثنى منه في جنسه وصفته ليتحقق الاخراج ففي نحو : ما فهم إلا محمد ، يقدر ما فهم أحد ، وفي نحو : ما كسوته إلا عباءة ، ما كسوته لباسا ، فإذا أخرج منه شيء جاء القصر ضرورة بقاء ما عدا ذلك الشيء على جهة الانتفاء. وإذا كان القصر بإنما أخّر المقصور عليه ، فيكون القيد الأخير بمنزلة الواقع بعد إلا ، فيكون هو المقصور عليه نحو : إنما محمد قائم وإنما أنّبته زجرا له. ولا يجوز تقديم المقصور عليه على غيره ، لئلا يؤدي الى الإلباس ، إذ قولك : إنما كلم محمد عليا يفهم عنه عكس قولك : إنما كلم محمدا علي. ولا إلباس في النفي والاستثناء.
قال السكاكي : ومما ذكر تعثر على الفرق بين قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(١) ، وقوله إنما يخشى العلماء من عباد الله فإن الأول يقتضي قصر خشية الله على العلماء ، والثاني يقتضي قصر خشية العلماء على الله.
تدريب أول
بيّن نوع القصر وطريقه فيما يأتي :
١ ـ لا يألف العلم إلا ذكي ، ولا يجفوه إلا غبي.
٢ ـ قد علمت سلمى وجاراتها |
|
ما قطّر الفارس إلا أنا (٢) |
٣ ـ إنما الدنيا هبات |
|
وعوار مسترده |
شدة بعد رخاء |
|
ورخاء بعد شده |
٤ ـ إن الجديدين في طول اختلافهما |
|
لا يفسدان ولكن يفسد الناس |
٥ ـ بك اجتمع الملك المبدد شمله |
|
وضمت قواص منه بعد قواصي (٣) |
٦ ـ ليس اليتيم الذي قد مات والده |
|
بل اليتيم يتيم العلم والأدب |
٧ ـ محاسن أوصاف المغنين جمة |
|
وما قصبات السبق إلا لمعبد (٤) |
٨ ـ عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
__________________
(١) سورة فاطر الاية ٢٨.
(٢) قطر الفارس ألقاه على قطريه أي جانبيه.
(٣) المبدد المفرق ، والقواصي جمع قاصية : الناحية البعيدة.
(٤) مغن مشهور أيام بني أمية وبني العباس.