نموذج عام في البيان
١ ـ جاء في بعض الجرائد أن ظفر الزعيم سعد زغلول في الانتخابات يسيل له لعاب ساسة الغربيين ، فجميع الروابي التي نشهدها في جميع الأقطار لا تبلغ سفح هذا الجبل.
٢ ـ وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها |
|
فليس لمخضوب البنان يمين |
الاجابة
١ ـ في جملة يسيل الخ ، كناية عن صفة هي الشوق اليه من نوع التلويح ، إذ ينتقل الذهن من سيل اللعاب الى الشيء ، الى شهوته وميل النفس اليه ومحبتها له ، وفي الروابي استعارة تصريحية أصلية مجردة فقد شبه الزعماء بالروابي بجامع العظم وجلالة القدر في كل والقرينة حالية ، وفي قوله : تبلغ سفح هذا الجبل ، استعارة تصريحية مرشحة بكلمة سفح والقرينة حالية.
٢ ـ في نقض النأي مجاز عقلي علاقته السببية لأن البعد سبب النقض وخلف العهد ، وفي العهد استعارة بالكناية حيث شبه العهد بالجبل بجامع أن كلا يفيد الربط ، واستعير لفظ المشبه به للمشبه ، ثم حذف لفظ المشبه ورمز اليه بشيء من لوازمه ، وهو النقض ، على سبيل الاستعارة المكنية الأصلية ، وإثبات النقض للعهد استعارة تخييلية وهي قرينة المكنية ، وفي البنان مجاز مرسل علاقته الجزئية لأن التي تخضب هي الكف كلها ، وفي يمين مجاز مرسل علاقته السببية إذ المراد وفاء باليمين وإنفاذ لما حلفت عليه ، وفي مخضوب البنان كناية عن موصوف وهي المرأة من نوع الإيماء والإشارة ، والشطر الثاني كله استعارة تمثيلية ، لأنه جار مجرى المثل.
مزايا دراسة البيان في صوغ مختلف الأساليب
رأيت فيما سلف ألوانا مختلفة من التعبير وضروبا متنوعة من البيان ، يستطيع المتكلم أن يجعلها قبلة أنظاره اذا أراد صياغة المعاني في القوالب التي يراها أليق بغرضه وأبلغ لمقصده ، ويحوك بها ما شاء أن يحوكه من شريف المعاني التي تجيش بخاطره وتعلق بصدره فإذا طرق باب المديح وأراد وصف ممدوحه بالكرم والجود أمكن أن ينحو نحو مسلم بن الوليد حين مدح زيد بن مسلم الحنفي من وائل فقال :