ومن بعده جاء عز الدين الموصلي فذكر مثل ما ذكره سالفه ، مع زيادة يسيرة من ابتكاره ، وهكذا ارتقت التآليف صعدا وزيدت الأنواع وكبرت البديعات في هذا العلم كبديعة ابن حجة الحموي وقد شرحها في كتاب سماه «خزانة الأدب» وبديعة عبد الغني النابلسي وقد جاوز بها المائة والستين نوعا.
أقسام المحسنات
تنقسم المحسنات الى قسمين :
١ ـ محسنات معنوية ، وهي التي يكون التحسين بها راجعا الى المعنى أولا وبالذات ، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين (١) اللفظ أيضا كالطباق بين يسرّ ويعلن في قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)(٢) ، وعلامتها أنه لو غير اللفظ بما يرادفه فقيل مثله : يعلم ما يخفون وما يظهرون ، لم يتغير المحسن المذكور.
٢ ـ محسنات لفظية ، وهي التي يكون التحسين بها راجعا الى اللفظ أصالة وإن حسنت المعنى أحيانا تبعا كالجناس في قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ)(٣) ، فالساعة الأولى يوم القيامة والساعة الثانية واحدة الساعات الزمنية ، وعلامتها أنه لو غير اللفظ الثاني الى ما يرادفه زال ذلك المحسن ، فلو قيل : ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا إلا قليلا لضاع ذلك الحسن.
المحسنات المعنوية
المحسنات المعنوية كثيرة ، لكنا رأينا ألا نذكر منها إلا ما اشتهر أمره ، وأهم الناثر والشاعر علمه :
__________________
(١) كما سيأتي في العكس في قولهم عادات السادات سادات العادات فان في اللفظ شبه الجناس اللفظي لاختلاف المعنى ، ففيه التحسين اللفظي والغرض الأصلي الاخبار بعكس الاضافة مع وجود الصحة.
(٢) سورة البقرة الآية ٧٧.
(٣) سورة الروم الآية ٥٥.