الباب الاول في الخبر
وفيه خمسة مباحث
المبحث الأول في تعريف الخبر
الخبر ما احتمل الصدق والكذب لذاته ، قولنا ليدخل فيه الأخبار الواجبة الصدق ، كأخبار الله وأخبار رسله ، والواجبة الكذب كأخبار المتنبئين في دعوى النبوة ، والبديهيات المقطوع بصدقها أو كذبها ، فكل هذه إذا نظر اليها لذاتها دون اعتبارات أخرى احتملت أحد الأمرين ، أما اذا نظر فيها الى خصوصية في المخبر ، أو في الخبر تكون متعينة لأحدهما ، وإن شئت قلت الخبر ما لا تتوقف تحقق مدلوله على النطق به نحو : الصدق فضيلة ، وإنفاق المال في سبيل الخير محمود. وبضد هذين التعريفين الإنشاء.
صدق الخبر
لكل خبر تتلفظ به نسبتان :
(١) نسبة تفهم من الخبر ، ويدل عليها الكلام ، وتسمى النسبة الكلامية.
(٢) نسبة أخرى تعرف من الخارج والواقع بقطع النظر عن الخبر وتسمى بالنسبة الخارجية ، فإن طابقت النسبة الكلامية النسبة الخارجية في الايجاب أو في النفي كان الكلام صدقا ، وإلا كان كذبا. مثلا اذا قلنا : «الشمس طالعة» وكانت هي في الواقع والخارج كذلك سمي الكلام صدقا ، وإن لم تكن طالعة سمي الكلام كذبا ، فصدق الخبر اذا مطابقته الواقع والخارج ، وكذبه عدمها.
تنبيه
ما تقدم من انحصار الخبر في الصادق والكاذب ، ومن تعريف الصدق والكذب بما ذكر هو مذهب الجمهور الذي عليه المعول.