٢ ـ الخوف عليه ، كقول النابغة يعتذر إلى النعمان :
نبئت أن أبا قابوس أو عدني |
|
ولا قرار على زأر من الأسد (١) |
٣ ـ العلم به ، كقول ليلى الأخيلية تمدح الحجاج :
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال |
|
منايا بكف الله حيث يراها |
٤ ـ احتقاره ، كقول النابغة :
لئن كنت قد بلّغت عني وشاية |
|
لمبلغك الواشي أغشّ وأكذب |
٥ ـ الخوف منه ، كما تقول : صودرت أموال فلان ، اذا كان ظالم ذو سطوة. قد أخذها.
المبحث الثالث في حذف المسند
يحذف المسند لأغراض ، منها :
١ ـ قصد الاختصار والاحتراز عن العبث بناء على الظاهر مع ضيق المقام بسبب التحسر والتوجع كقول ضابىء البرجمي من أبيات قالها في الحبس :
ومن يك أمسى بالمدينة رحله |
|
فإني وقيار بها لغريب (٢) |
تقديره فإني لغريب وقيار كذلك ، والباعث على تقديم قيار على خبر إن قصد التسوية بينهما في التحسر على الاغتراب حتى كأن قيارا تأثر بما تأثر هو به أيضا ، وعليه قوله تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ)(٣) تقديره والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك.
٢ ـ الثقة بشهادة العقل دون الاعتماد على اللفظ كما تجيب من قال : هل لك أحد؟ إن الناس إلب (٤) عليك (إن محمدا وإن عليا) أي إن لي محمدا ، وإن لي عليا ، وعليه قول الأعشى :
إن محلا وإن مرتحلا |
|
وإن في السفر إذ مضوا مهلا |
يريد أن لنا محلا في الدنيا ، وإن لنا مرتحلا عنها الى الآخرة.
__________________
(١) أبو قابوس كنية النعمان بن المنذر والمنيء له عصام حاجب النعمان ، وقد أسر له بذلك.
(٢) في الأساس الماء في رحله أي منزله ومأواه ، وقيار اسم جمل ، والبيت خبر أريد به إنشاء التحسر والتوجع من الغربة.
(٣) سورة التوبة الآية ٦٢.
(٤) مجتمعون على عداوتك.