وسطه قريبا من أرض صنعاء وحضرموت ، ووقع طرفه الذي يلي الجنوب قريبا من أرض عدن ، ووقع طرفه الذي يلي الشمال بتهامة قريبا من مكّة ، ووقع فيه من المدن المعمورة مدينة ملك الصين ، وجنوب السند ، وجزيرة الكرك ، وجنوب الهند ، ومن اليمن : صنعاء وعدن وحضرموت ونجران وجرش وجيشان وصعدة وسبا وظفار ومهرة وعمان ، ومن بلاد المغرب : تبالة ، ومدينة صاحب الحبشة جرمى ، ومدينة النوبة دمقلة ، وجنوب البرابر ، وغانة من بلاد سودان المغرب إلى البحر الأخضر ، ويكون أطول نهار لهؤلاء الذين ذكرناهم ، اثنتي عشرة ساعة ونصفا في ابتدائه ، وفي وسطه ثلاث عشرة ساعة ، وفي آخره ثلاث عشرة ساعة وربع ، وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة آلاف ميل وسبعمائة واثنان وسبعون ميلا وإحدى وأربعون دقيقة ، وعرضه أربعمائة ميل واثنان وأربعون ميلا واثنتان وعشرون دقيقة وأربعون ثانية ومساحته بها مكسّرا أربعة آلاف ألف وثلاثمائة وعشرون ألف ميل وثمانمائة وسبعة وسبعون ميلا وإحدى وعشرون دقيقة ، وهو إقليم زحل ، باتّفاق من الفرس والروم ، ويقال له بالفارسية « كيوان » وله من البروج ، الجدي والدّلو.
الإقليم الثاني : حيث يكون ظلّ الاستواء في أوله نصف النهار ، إذا استوى الليل والنهار ، قدمين وثلاثة أخماس قدم ، وآخره حيث يكون ظلّ الاستواء فيه نصف النهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشر سدس قدم ، ويبتدئ في المشرق ، فيمرّ على بلاد الصين وبلاد الهند وعلى شماليها جبال قامرون وكنوج والسّند ويمرّ بملتقى البحر الأخضر ، وبحر البصرة ، ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامة والبحرين ، ثم يقطع بحر القلزم ونيل مصر إلى أرض المغرب ، وفيه من المدن : مدن بلاد الصين ، والهند ، ومن السند المنصورة ، وبلاد التتر ، والدّيبل ويقطع البحر إلى أرض العرب ، إلى عمان ، فيقع في وسطه مدينة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، يثرب ، ووقع في أقصاه الذي يلي الجنوب وراء مكّة قليلا ، ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بقرب الثّعلبية ، وكل واحد من مكة والثعلبية من إقليمين ، وكذلك كل ما كان في سمتهما ، ووقع في هذا الإقليم من مشهور المدن : مكة ، والمدينة ، وفيد ، والثعلبية ، واليمامة ، وهجر ، وتبالة ، والطائف ، وجدّة ، ومملكة الحبشة ، وأرض البجة ، ومن أرض النيل : قوص ، وأخميم ، وأنصنا ، وأسوان ، ومن المغرب : إفريقية ، وجبال من البربر إلى أرض المغرب ، ويكون أطول نهار هؤلاء في أول الإقليم ، ثلاث عشرة ساعة وربعا ، وآخره ثلاث عشرة ساعة وثلاثة أرباع الساعة ، وأوسطه ثلاث عشرة ساعة ونصف ، وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة آلاف وثلاثمائة واثنا عشر ميلا واثنتان وأربعون دقيقة ، وعرضه أربعمائة ميل وميلان وإحدى وخمسون دقيقة ، ومساحته مكسرا ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف وتسعون ألف ميل وثلاثمائة وأربعون ميلا وأربع وخمسون دقيقة ، وهو للمشتري في قول الفرس ، وللشمس في قول الروم ، واسمه بالفارسية « هرمز » وله من البروج : القوس ، والحوت ، وكل ما كان على خطّه شرقا وغربا ، فهو داخل فيه.
الإقليم الثالث : أوله حيث يكون الظلّ نصف النهار إذا استوى الليل والنهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشرا